فينا : فلبينية وفدت للعمل عند إحدى الأسر بمدينة الرياض قبيل دخول رمضان الكريم بأيام، هادئة وتميل لمعرفة كل ما يحيط بها، وكل ما وجدت وقتاً لا عمل لها فيه ذهبت لمشاهدة التلفاز بين أفراد الأسرة التي وجدت فيهم كرم التعامل الأخوي ولين الجانب، وعند دخول الشهر الكريم لفت انتباهها ما يبث على القنوات السعودية أو الناقلة عنها عند صلاة التراويح، وهذا الجمع المهيب المنظم في الحرمين الشريفين، وهذا البيان الذي يتلى وتظهر ترجمة معانيه على الشاشة، وما هي إلا أيام قلائل إلا وبدأ الصغار يلاحظون أنها تقترب من التلفاز كلما ظهرت القناة التي تنقل التراويح وعليها الترجمة، وببراءة الصغار ولطفهم الفطري أخذوا يعطونها فرصة لإشباع نظرها والتأمل بما تشاهده غير مدركين لتبعات ذلك، غير أن أحدهم لاحظ ذات مساء -وهم لاهون بأشياء أخرى تاركين لها فرصة المشاهدة - أن عينيها تدمعان وعلى وجهها تأثر غير مألوف لدى هؤلاء الصغار، نقلوا ما شاهدوه بسرية إلى والدتهم وبدورها إلى والدهم، فأوعز لهم بتركها أكبر مدة ممكنة للمشاهدة دون تعكير صفوها ومتعتها.. بعد أيام فاتحها ربُّ الأسرة وهي في قمة المشاهدة عما تجده من هذا المشهد أمامها؟!.. قالت: إن في هذا الذي يُقرأ شيئاً يقشعر له بدني وتلامس معانيه شغاف قلبي الذي لم يهدأ منذ أن سمعته إلى الآن يبحث عن تفسير عن هذا الذي يشدني لمعرفة المزيد والاستماع أكثر له، فشرح لها سرّ هذا التجمع بالمكان المقدس وسرّ قداسته وأوضح لها ما هو القرآن، وبعد يومين أحضر لها كتيبات مناسبة بلغتها تبين لها المزيد، وقبل نهاية الشهر الكريم نطقت بالشهادتين معلنة إسلامها وتسعى الآن للاستزادة من أحكامه وآدابه.