يحوم حول وباء إنفلونزا الخنازير واللقاح المضاد لفيروسه شائعات كثيرة متضادة، وهذا ليس بمستغرب، كون الموضوع في غاية الأهمية لارتباطه بحياة الناس، وبالتالي فهو مادة دسمة للنقاش المشوب بالقلق.
فبعض التصريحات الطبية تعظم من خطر هذا الوباء، وتتحدث عن سرعة تفشيه وخصوصاً في موسم الشتاء، وأنه قد يحصد الملايين من الأرواح، في حين تذهب بعض المصادر الصحية إلى أن المرض ليس بتلك الخطورة التي وصف بها وأنه يمكن الشفاء منه ذاتياً بالاعتماد على المناعة البشرية وحتى دون أخذ عقاقير!. وبين هذين الرأيين المتضادين آراء أخرى تختلف في درجة التهويل والتهوين.
ولا شك في أن اختلاف هذه الآراء قد توقع العامة من الناس في حيرة من أمرهم، وخصوصاً أن الشائعات طالت أيضاً اللقاح المضاد للفيروس، فمن جهة تقول مصادر إنه آمن، في حين تذهب مصادر أخرى إلى أن أضراره الجانبية تفوق أضرار المرض نفسه.
هذه الشائعات تحدث بلبلة، وخصوصاً أن مصادر المعلومات عديدة بوجود الفضائيات والإنترنت فضلا عن الوسائل الإعلامية التقليدية، ووسائل الاتصال الشخصي.
وأثبت عدد من الدراسات الإعلامية أن الاتصال الشخصي عبر الحوار المتبادل أكثر تأثيراً من الوسائل الإعلامية، وأنه يمكن إقناع الناس عبر التحدث إليهم مباشرة دون وسائط إعلامية بدرجة أكبر من الظهور في الوسائل الإعلامية. كما أثبتت دراسات إعلامية ونفسية أن التأثر والاقتناع بما يقوله المقربون أكبر من الاقتناع بما يقوله غيرهم من الغرباء، وذلك فإن الحملات التوعوية حول هذا الوباء يفضل أن تستهدف من يسمون قادة الرأي في المجتمع، وهؤلاء القادة يمكن بدورهم أن يتحاوروا مباشرة مع ذويهم وأقربائهم وأصدقائهم وإقناعهم بمضامين هذه الحملات التي تظهر عبر وسائل الإعلام الجماهيرية. هذا ربما يكون أفضل من الحملات التوعوية التي تستهدف العامة مباشرة.
****