بريدة - أحمد السالم:

يدشن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم معرض الفيصل شاهد وشهيد وذلك مساء اليوم الثلاثاء بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة الذي يتضمن تاريخ ومسيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - حيث يحكي هذه الحقبة الزمنية بالصور والوثائق التاريخية المجسدة لإنجازات وسيرة الفيصل العطرة.

من جانبه ثمن صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمشرف العام على معرض الفيصل شاهد وشهيد, تفضل سمو أمير منطقة القصيم بافتتاح المعرض حيث أكد سموه في حديث خاص ل(الجزيرة) أن المعرض يمثل حقبة مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية، وسيساهم في تعريف الأجيال التي لم تعايش الملك فيصل - يرحمه الله - بتاريخه وسيرته العطرة، والمعرض في محطته السادسة يستهدف إلقاء مزيد من الضوء على تاريخ شخصية عظيمة خدمت أمتيها العربية والإسلامية، وناصرت قضاياهما العادلة طيلة حياته، مضيفا سموه الكريم أن الملك فيصل من الشخصيات التاريخية التي بدأت إسهاماتها ومشاركاتها الفاعلة على المستويات العسكرية والسياسية والإدارية منذ سن مبكرة، حيث نهل من معين والده المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، حتى حقق الله على يديه خيرات عدة، شمل الله بنفعها وطنه وأمته.

وأكد سموه أن الملك فيصل اكتسب خبرات شتى منذ صباه، إذ شارك مع والده - طيب الله ثراه - في العديد من حملات التوحيد، وقاد البعض منها، ومن ثم كان موضع ثقة والده، حيث كان نائبا للملك في الحجاز، ووزيرا للخارجية، ورئيسا لمجلس الشورى، ورئيسا لمجلس الوكلاء، وممثلا للملك في العديد من المحافل الدولية، كما كان وليا للعهد إبان حكم أخيه الملك سعود، ورئيسا لمجلس الوزراء.

وأن المملكة شهدت في عهد الملك الفيصل نهضة حضارية وتطورا كبيرا شمل مختلف المجالات والميادين، مشيرا إلى أن جهود الملك الراحل تركزت في بناء المواطن السعودي، ونشر التعليم، وتطوير الجوانب الحضارية والإدارية للبلاد، وآتت تلك الجهود ثمارها فيما نراه الآن من منجزات حضارية متعددة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأضاف الأمير تركي الفيصل في حديثه أن الملك فيصل عمل على تحقيق التضامن الإسلامي ونذر حياته لذلك ونجح في هذا المجال نجاحا كبيرا لصدقه وإخلاصه وإيمانه الكامل بأن هذا التضامن كفيل بإعادة العزة الكاملة والكرامة للأمة الإسلامية، كما آمن بقضية فلسطين إيمانا مطلقا، فسعى خلال حياته إلى تحقيق هذا الهدف وكانت مواقفه بشأن هذه القضية مضرب الأمثال في التمسك بالحق والذود عن المقدسات ورفع الظلم والغبن عن كل مسلم مظلوم في أي مكان بالعالم، مستخدما الطرق السلمية والوسائل الدبلوماسية.

والمعرض يشتمل على الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلات الملك فيصل، ومواقفه السياسية إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية.

كما أضاف سموه الكريم أنه سيتخلل المعرض بعض المحاضرات والندوات التي تثري بمعلومات قيمة ومنها ندوة للدكتور عبد الرحمن السديس والدكتور خليفة المسعود والدكتورة فاطمة الفريحي ويديرها الدكتور عبدالعزيز السنيدي حيث تحمل عنوان (سياسة الملك عبد العزيز الخارجية) كما يتناول الدكتور محمد السكاكر خلال محاضرته زيارة الملك فيصل للقصيم، والدكتور عبد الله التركي سيتناول (الملك فيصل والتضامن الإسلامي).

وأشار سموه إلى أن عنوان المعرض (الفيصل.. شاهد وشهيد) يجمع بين الفترة الزمنية التي كان الملك فيصل شاهداً على أحداثها مع دخوله مجال السياسة والحكم في سن مبكرة في العقد الثاني من القرن الماضي وحتى يوم استشهاده - يرحمه الله - عام 1395هـ، كما أن المعرض يتضمن صوراً فوتوغرافية نادرة للملك في خلال سنوات حياته المختلفة، ومشاهد متحركة ولقطات فيديو تسجل مراحل متعددة من مسيرة الملك الراحل، إضافة إلى بعض المقتنيات الخاصة، وعدد من المخطوطات والنصوص المكتوبة.

سيتم عرض عدة خطب نادرة للملك فيصل، وتسجيلات لأول مرة لمشاهد خلال لقائه مع المواطنين، تكشف قرب الملك فيصل من شعبه وتعرفه عن كثب على مشاكلهم وتلمسه احتياجاتهم، ويستطيع زائرو المعرض الحصول على المعلومات التي يريدونها عن الملك فيصل، سواء أكانت نصوصاً مكتوبة، أم صوراً، أم مخطوطات، أم غير ذلك من الأشياء التي تعد بمثابة تاريخ مصور لحياة الملك الراحل.

كما أن المعرض سينطلق بعد القصيم إلى عدد من مناطق المملكة، ثم خليجياً وعالمياً، مشيرا إلى أنه سيقام على هامش المعرض عدد من الفعاليات التي تتناول الحديث عن شخصية الملك فيصل والحقبة الزمنية الخالدة التي شهدها.

حيث تربط الملك فيصل علاقة مميزه بأهل القصيم ورجالاتها..

فيما أكد مدير معرض شاهد وشهيد ل(الجزيرة) أن الفكرة نشأت من إدارة الملك عبد العزيز وهي إحياء ذكرى الملوك في المملكة العربية السعودية وبدأت من الملك سعود ومن ثم الملك فيصل وتستمر، وأضاف أن المعرض يحتوي على لوحات توضح سيرة الملك فيصل من الطفولة مروراً بالشباب إلى المهام التي تسلمها والمناصب التي عمل بها قبل أن يصبح ملكاً ومن ثم توليه مقاليد الحكم، وعن علاقاته مع الدول العربية، كما سيضم المعرض صورا للمؤتمرات التي شارك فيها الملك فيصل بالإضافة إلى المقتنيات الخاصة بالملك فيصل مثل السيوف والأوسمة التي أهديت له والأدوات التي استعرض في ترميم الكعبة وجواز السفر الخاص بالفيصل، كما سيضم المصحف الخاص بالملك فيصل والساعات الخاصة به وأجهزة الراديو، كما أن المعرض سيضم شاشات عرض بحجم كبير تعرض خطب الملك فيصل الشهيرة ونداء الأقصى صوت وصورة. أما نصيب الطلاب فإن المعرض سوف يستقبل الطلاب والطالبات والزوار خلال شهر كامل من تاريخ 26 - 10حتى 26 - 11 - 1430ه وعن مواعيد الزيارة من السبت حتى الخميس والمعرض مفتوح للجميع، كما أن المعرض سيضم جناحا خاصا بالكتب التي تتحدث عن الملك فيصل بالإضافة إلى خطب منسوخة على cd.