رحم الله (مبارك بن عبيكة) أحد أجواد العرب وكرمائهم والذي قال ذات ضيقة صدر:
|
(لا ضاق صدري جبت وقده جذامير |
واوقدت ناراً مثل نار الحرابة |
ثم التفتت وجبت حدب العناقير |
يركن على جمرٍ عقاب التهابه |
وان سانعت قلطت كبش على مير |
وان غاضبت يفك قولة: هلابه) |
* إذ في هذه الأبيات الرائعة من ضمن قصيدة رائعة لابن عبيكة نلاحظ ان ما يوسع الصدر ويريح البال بالنسبة للبدوي هي ثلاثة أشياء متلازمة معا هي (حطب - نار)، (دلة - قهوة)، (كبش - مير) وهذه المتلازمة الثلاثية لا غنى لنا عنها اليوم مهما أوغلنا في التحضر والمدنية لأننا سليلو ثقافة الصحراء التي تعتبر من ارثنا الراسخ لذلك كنا نحرص على توفير القهوة مهما غلا ثمنها واحضار أو شراء الحطب مهما ارتفع سعره وتقديم (الكبش - الذبيحة) حتى لو لم نجد شروى نقير. بل أصبحت هذه المتلازمة بالإضافة إلى التمر هي غذاؤنا و(كيفنا) اليومي ثم دخل (الشاي) ضمن أدوات الكيف اليومية كرديف للقهوة التي قسم البدو فناجينها إلى ثلاث مراحل ألا وهي (فنجان الهيف) وفنجان الضيف وفنجال الكيف أي ان على الضيف ان يتناول ثلاثة فناجين على الأقل من القهوة ويهز الفنجان علامة على الاكتفاء.
|
|
بالطبع كان ذلك في السابق أما اليوم وبسبب (إدماننا) للقهوة وبشكل يومي فان الواحد منا لا يكتفي بدّله كاملة لكي (يقنّد) رأسه و(يطيب له الكيف) وكذلك قد أدمنّا الولائم وتناول لحم الخراف بشكل يومي مما جعلنا لا نستغني أبداً عن القهوة ولحم الضأن والشاي (ووقده الحطب) في الوقت الذي ارتفعت أسعار هذه المواد بشكل جنوني بلغ الضعف بالنسبة للقهوة والخروف والأرز والسكر والهيل وكأن التجار يعرفون تماماً أنه ليس بمقدورنا الاستغناء عن هذه المواد مهما غلا سعرها. أما بالنسبة ل(الوقده - الحطب) فقد اوقفت الجهات المختصة بيع الحطب المحلي لتسمح للحطب المستورد ان يستولي على السوق المحلي وبالطبع لكل شيء سعره وقيمته.
|
|
لذا ومن هنا فإننا نناشد كل مسؤول وكل تاجر ذي ضمير حي ان يوقفوا هذا (السُعار) للأسعار والتي أصبحت (سعيراً) لا يطاق وان تضع وزارة التجارة (تسعيرة) معقولة لهذه المواد التي أخذت (تستعر) ب(جيب) المواطن بل في حياته أيضاً.
|
|