ما أجمل رحلة الإنسان من الشك إلى اليقين، ومن الاضطراب إلى الاستقرار، ومن الصخب إلى الهدوء، ومن الضلالة إلى الهدى.
|
رجل ولد في مدينة الرِّباط بالمغرب العربي عام 1372هـ، وتلقى تعليمه فيها، وكان من الطلاب المشاركين في الأنشطة المختلفة، حتى أصبح من أبرز أصوات الإنشاد في مراحل عمره الأولى، وكانت مشاركاته في أناشيد الأطفال معروفة على مستوى الرِّباط، ثم التحق بعد ذلك بالإذاعة والتلفاز في مجال التقديم والإعداد لبعض البرامج، ولكن شهرته في المغرب تزايدت حينما انتمى إلى عالم الفنِّ الغنائي والطرب والتمثيل، وكان يقوم في هذا المجال بالتأليف والتلحين والأداء، وخرج اسمه - في هذا المجال - من المغرب إلى غيره من البلاد العربية، نظراً لما يحظى به عالم الطرب والغناء والتمثيل من عناية وسائل الإعلام العربية المختلفة التي يحلو لها - غالباً - أن تجعل هذه المجالات هي المجالات المُقدَّمة في العرض والنشر والترويج.
|
في عام 1404هـ التقى الزيَّاني بجماعة من الدعاة الذين يتجهون بنشاطهم الدعوي إلى المشاهير في المجالات المختلفة وفي مقدمتها المجال الغنائي، وهم جماعة الدعوة الذين عرفوا بجماعة (التبليغ) جماعة دعوية تُعنى بالإيمانيات وبإنقاذ العصاة من معاصيهم التي يجاهرون بها، ولهم في هذا المجال قصص عجيبة جرت لدعاتهم في أنحاء العالم.
|
التقى الشيخ سعيد الزيَّاني بهذه الجماعة وعاش معهم أيَّاماً يترقَّى بروحه في آفاق الصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن، فما كان منه إلا أن أعلن اعتزاله لعالم الفن، وتوبته إلى ربِّه عز وجل، واتَّجه إلى العلم الشرعي، والدعوة إلى الله، واستقر في بداية حياته الجديدة في بلجيكا حيث كان له أثر كبير في تحريك الدعوة إلى الله هناك من خلال خطبه المؤثرة ودروسه ومحاضراته في المراكز الإسلامية والمساجد، ثم انتقل إلى دولة قطر عام 1413هـ، واستقر فيها منطلقا منها إلى أنحاء العالم داعيا ومرشدا، خاصة في الشارقة وأخواتها من الإمارات العربية المتحدة.
|
كان الشيخ سعيد الزيَّاني - رحمه الله - محبوباً مؤثراً، دَمِث الخلق، طيِّب النفس، ليِّن المعشر، وكان لبرامجه التلفازية من فضائية الشارقة، ولخطب الجمعة التي كانت تنقل فضائيا في تلفاز الشارقة أثر كبير في نفوس من يشاهدونها ويستمعون إليها.
|
يا لها من رحلةٍ جميلةٍ، أتمّ بها هذا الرجل مسيرته في الحياة في طاعة ربه، والدعوة إلى دينه.
|
قبل أيَّام كان في سيارته منطلقاً من قطر إلى الإمارات، لم يكن يعلم - رحمه الله - أنه منطلق إلى النهاية التي لا مفرَّ منها، هناك تعرَّض لحادث مروري مؤلم، كان سبباً في وفاتِه المباشرة، ولسان الحال يقول مردداً قول الله تعالى { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.
|
اللهم تغمده برحمتك، وتقبَّله في عبادك الصالحين - آمين -.
|
|
تعدَّدت الدروب فأين تغدو |
وكيف تُعِدُّ ميدان السِّباقِ؟ |
|