الرياض - عبدالله الحصان:
طالب مختصون في أمن المعلومات بإيجاد استراتيجية مناسبة لمكافحة الجريمة الإلكترونية، مشددين على ضرورة التكامل بين القانونيين والمتخصصين في الحاسب الآلي لصناعة جهاز يكافح هذا النوع من الجرائم.
وأوضح الدكتور ناصر المشاري في الكلمة التي ألقاها بالملتقى العلمي لمكافحة الجرائم المعلوماتية يوم أمس في مدينة الرياض، أن التطور التقني الذي يشهده العالم والمنافسة بين الشركات في القطاع الخاص من خلال توفير المعلومات بشكل أسرع وأسهل لعملائها، أوجد تحدياً لدى هذه المنشآت فيما يتعلق بتعرضها للجريمة.
وأضاف المشاري أن هناك مراحل للتحقيق في أي جريمة حاسب آلي، أولها مرحلة نظام حماية الحاسب الآلي والمحافظة على مسرح الجريمة وتصويره، والثانية هي البحث عن الأدلة الإلكترونية، بالإضافة إلى مرحلة إعادة تركيب الأحداث من خلال محاولة معرفة الأسباب والعثور على الأدلة.
من جانبه، دعا الدكتور منصور الجهني عضو هيئة التدريس بجامعة نايف للعلوم الأمنية، في كلمته، إلى إيجاد سُبل للتكامل التقني بين الوزارات لخلق مجتمع تقل به الجريمة الإلكترونية. وأضاف أن مبررات المجرم الإلكترونية متعددة، كالمبرر الذاتي والنفسي الذي يكون عادة بسبب الفراغ وإمضائه ساعات طويلة أمام شاشة الإنترنت، بالإضافة إلى مبررات مالية مثل سرقة الأرصدة المصرفية. وطالب الجهني الجهات المعنية بضرورة تبني استراتيجية وبرنامج وقائي يبدأ من المدرسة والمنزل، ويكون الغرض منه تثقيف صغار السن حول خطورة هذه الجريمة.
أما عضو هيئة التدريس بأكاديمية نايف للأمن الوطني الرائد يحيى أبو معايض، فقد طالب في كلمته بضرورة إيجاد استراتيجية لتوطين تقنية المعلومات، مشدداً على أهمية التعرُّف على الجريمة الإلكترونية عن قرب، والإحاطة بالتحولات المهمة في الثورة المعلوماتية التي أدت إلى ظهورها وتناميها، والسعي إلى رسم التصوُّر المستقبلي للجريمة الإلكترونية في المستقبل بمختلف أبعادها لتكون أساساً صالحاً لبناء استراتيجيات مواجهة ناجحة.
فيما طالب المشرف على كرسي الأمير مقرن لتقنيات أمن المعلومات الدكتور فهد بن محيا بضرورة العمل على مبادرة إنشاء مركز إقليمي لدراسات الجرائم المعلوماتية، يتم من خلالها عمل الدراسات والبحوث وتبادل الخبرات في المجالات المتعلقة بالجرائم المعلوماتية.
وشدَّد المحيا على ضرورة إنشاء مركز تدريب إقليمي متخصص في هذا المجال، يتم من خلاله عقد ورش العمل والدورات التدريبية، وإصدار مجلة علمية محكمة تعنى بالجرائم المعلوماتية والمجالات الفنية المرتبطة بها كالأطر الفنية في التحليل الجنائي للأدلة والأجهزة الرقمية وعمل اتفاقات التعاون والتدريب مع الأجهزة الأمنية المتخصصة بالدول المتقدمة، وعمل اللقاءات العلمية والمؤتمرات بشكل دوري مستمر بهدف الإحاطة والثقافة المعلوماتية والقانونية حول الجديد في مجال الجرائم المعلوماتية، وإدخال مواضيع الجرائم المعلوماتية والمجالات الفنية المرتبطة بها ضمن مناهج التعليم والتدريب الأمني كموضوعات مستقلة.
ويناقش الملتقى الذي تنظمه هيئة التحقيق والادعاء العام بالتعاون العلمي مع جامعة نايف للعلوم الأمنية، في جلساته اليوم عدداً من المحاور ذات الصلة كالتحديات في مجال الجرائم المعلوماتية وابتزاز الفتيات، بالإضافة إلى التجارب الدولية لمكافحة الجرائم المعلوماتية واستخدامات الحاسب الآلي في غسل الأموال.