مستفيدة من الصمت الدولي والخنوع العربي بكرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الاثنين وأرسلت عشرات الجرافات محروسة بحشود من الشرطة الإسرائيلية، وقامت تلك الجرافات بهدم منازل الفلسطينيين في أحياء مدينة القدس القديمة بحجة بناء تلك المنازل بدون تراخيص من البلدية.
المقدسيون في حيرة من أمرهم، ويكاد الإحباط يسحقهم، بعد أن نال الغضب منهم بعد ازدياد حصار سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم وارتفاع وتيرة تدمير وإزالة منازلهم بحجة عدم الحصول على ترخيص للبناء أو للإصلاح أو حتى للترميم، وبما أن منازل المقدسيين في القدس القديمة جميعها بنيت في العهد العثماني فإنها جميعا بحاجة إلى الترميم، وقد دأبت أقسام البلدية في القدس المحتلة على رفض إصدار تصاريح للترميم فضلا عن الامتناع الحاسم عن إعطاء أي فلسطيني تصريح للبناء في القدس الشرقية، فإن الفلسطينيين من أبناء مدينة القدس مضطرون إلى إجراء الإصلاحات والترميم لمنازلهم في أحياء مدينة القدس القديمة وإلا أدى عدم الاهتمام بإصلاح منازلهم إلى سقوطها فوق رؤوسهم وبما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تترصد أي (مخالفة) من قبل المقدسيين للتضييق عليهم والاستيلاء على منازلهم لإقامة أحياء استيطانية وسط المجتمع الفلسطيني، فإن هذه السلطات تقوم بين الحين والآخر بالغارة على هذه البيوت المرممة وتقوم بهدمها بعد أن تعطي مهلة بضع دقائق لا تكفي سوى لخروج سكان تلك المنازل، أما متاعهم وأثاثهم واحتياجاتهم فأغلبها تدفن مع أنقاض البيوت المقدسية التي تتقلص لصالح توسيع مساحات الاستيطان الصهيوني في مدينة القدس من أجل تسريع تهويد مدينة المقدس وإجبار الفلسطينيين على ترك المدينة من أجل استيعاب أعداد أخرى من اليهود القادمين من أوروبا وأمريكا.
هذا الوضع البائس والمحبط لأهالي مدينة القدس القديمة والذي يضاف إلى جملة المضايقات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوميا في مدينة القدس، يرفع من درجة الاحتقان داخل أوساط الفلسطينيين سواء في القدس نفسها، أو في المدن الفلسطينية في الأراضي العربية المحتلة، وهذا ما يرجح تكهنات المراقبين بقرب وقوع انفجار كبير في فلسطين المحتلة لابد وأن يمتد ليشمل عموم منطقة الشرق الأوسط.
****
jaser@al-jazirah.com.sa