Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/10/2009 G Issue 13529
الثلاثاء 24 شوال 1430   العدد  13529
مصائب النساء من حرب البسوس إلى استنزاف الجيوب
مهدي العبار العنزي

 

لا أحد ينكر ما للمرأة من دور مهم وفاعل في حياة البشر، فلولا المرأة لم يكن للرجل وجود، وكلنا ندرك أن المرأة في مكانتها وكيانها تمثل نصف المجتمع، فهي الأم والجدة والبنت والأخت والزوجة والخالة والعمة.

وعلى الرغم من هذه المكانة الكبيرة التي تحتلها المرأة في المجتمع ودورها المؤثر في الأسرة، إلا أنها كانت السبب الرئيس في كل مشكلات المجتمعات وما زالت، فكلنا نتذكر حرب البسوس التي استمرت أربعين عاماً بين بكر وتغلب كانت سببها امرأة، وهناك حروب كثيرة جرت بين القبائل في الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده والسبب الرئيسي لنشوب هذه المعارك هي المرأة، وللمرأة دور مهم في قتل عدد من الأبرياء ممن عرفوا بعشاق العرب جميعهم ماتوا مما عانوه من النساء!!

هذا علاوة على أن للمرأة في العصر الحديث إسهاماً في قتل الكثير من البشر في حرب الفوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين حيث أمرت السيدة مارغريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة.

أما كورازون اكينو رئيسة الفلبين فقد كان لها صولات وجولات في نشوب الحرب في الفلبين وفي بنجلاديش، وفي عقلية السيدة كونداليزا رايس التي كانت تتفاخر بوجود الموتى من الدول والشعوب التي شاركت في إصدار قرار بالاعتداء عليها.

إننا على الرغم من هذا الذي حدث من النساء فإنه لا يمكن لنا أن ننكر دور المرأة الصالحة قديماً وحديثاً، حيث إن المرأة في الماضي وعلى الرغم من أنها أيضاً متسلطة، إلا أنها كانت خير من يساعد الرجل على مواصلة الحياة على الرغم من قسوة العيش، فكانت تتولى مسؤوليات ومهام جليلة منها جلب الماء والحطب ورعي الإبل والمواشي وتربية الأولاد وإكرام الضيوف في حال غياب ولي أمرها، حتى إنهم في ذلك العصر يتفاخرون بأن يضحوا من أجلها وهم يفتخرون بإشهار اسمها ويعرّف الرجل الشجاع والكريم بأخته، كقولهم هذا أخو فلانة حتى أن كثيراً من الأسر الكريمة المشهود لها بالشجاعة والإقدام يعرفون بأسماء أخواتهم: كإخوان نورة، وإخوان مريم وإخوان بتلا وإخوان جوزا وإخوان ثنية وإخوان قطنة وغير ذلك من الأسماء التي يعتز بها من ينتخي بها؛ ولهذا احتلت المرأة مكانة عالية في عقول الأجيال السابقة. ومع تطور الزمن أصبح الرجل في هذا العصر يسهم بل يقوم بكل الأدوار التي تقوم بها المرأة ما عدا الحمل والإنجاب، وأصبحت المرأة تملك القرار وهي صاحبة الكلمة وتمارس ضد الرجل حرباً ضروسا، تتمثل في استنزاف ما لديه من مال وأصبح همها الوحيد الموضة والقيل والقال، هدفها أن يكون زوجها فقيراً معدماً لا يملك من حطام الدنيا أي رصيد؛ خوفاً من أن يتزوج عليها وهكذا هي المرأة في هذا العصر. فهل يهب الرجال لتحرير أنفسهم من هذا التسلط وهذا الظلم الذي يمارس عليهم وبالتحديد من زوجاتهم؟!

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد