لا تفتح النت إلا وتجد مواقع لكثير من القبائل والأسر القروية، وهي مواقع قد تمت زخرفة شكلها بما يغري بالمتابعة، ولكن تفاجأ عند المتابعة بأنك تدور في أرض يباب خالية من العقول، وأنك بين قوم يحملون الضغن والحقد لغيرهم، وكأن المسألة مسألة تشفٍّ أو انتقام من..
..الآخر، مهما كان الآخر ومهما كان موقعه.
في موقع القبيلة أو الأسرة تجدها هي الأفضل والأجمل والأكمل، أما غيرها فلا يساوي قطميرا!! بل يصل الحد والبذاءة إلى أن يؤصلوا أنفسهم ويهجنون غيرهم!!
وعندما تلاحظ تصنيف أبواب موقع القبيلة، أو موقع بني فلان أو علان، ستجد من ضمن الأبواب باباً يتحدث عن معارك القبيلة، وسوف تقف لتعرف تلك المعارك أين خاضوها؟ وهل هي لصالح الأمة أو الوطن أو البشرية؟ أم هي اجترار لما سبق، لكنك تخيب عندما تجد أنها تمجد أساليب النهب والسلب التي مضى عليها أكثر من مائتي عام، والأغرب أن أطفال القبائل لا يأتيهم إبداعهم إلا آخر الليل؛ لأنك ستجد أن التحرير تم في الساعة الثالثة صباحاً أو الثانية أو نحوها، أي في غلس الليل ونوم العقلاء!! مثل هذه المواقع التي كان المفترض أن تكون للتعارف والتعريف تحول مسارها، الذي يجب أن يكون، إلى مسار قذر وبعيد عن العقل؛ لأن الهمَّ الأكبر لصاحب الموقع هو تلميع شويخه فقط (تصغير شيخ)؛ فهو ينشر عنه أخباراً كثيرة، أغلبها مزور أو شبه صحيح، وحتى أن بعضهم يكتب مثل (ضحك الشيخ.. ليلة البارحة عندما شاهد فيلماً عن....) فتأتي تعليقات العوام والمراهقين وهي تردد أن هذا الشيخ هو تاج الراس، وهو شيخ مشيخته أقدم من فلان، أدام الله ظله وحرسه بالملائكة!!
لا أدري متى ترتفع عقليات هؤلاء القوم الذين أصبح لا همّ لديهم سوى اجترار حكايات لأجداد مضوا في سبيلهم بما مضوا به، أما هم الآن فبالرغم من التنوير والثقافة والتخصصات الأكاديمية فما زالوا يعيشون هاجس القبيلة التي لن تقدم لهم حتى ولو صحنا من فول!!
والأغرب أنك لو فتشت عمن يقوم بخدمة تلك المواقع وهو مسؤول عنها لوجدت أنه من الأسر الخاملة التي تحركت الآن، وهنا فاجعة أخرى تضاف إلى خيبة العقول المخدرة. مواقع القبائل والأسر القروية تحتاج إلى غربلة وتصحيح مسارات؛ لأنها بهذا الشكل تبني لبنات للفرقة والتناحر بين الناس، وتخلق ضغنا وحقدا ينميه الجهلة منهم، وللأسف أن تجد من يسمون عقلاء القوم يدعمون هذا المسار المنحرف سرا دون أن يظهروا في الواجهة، وعند سؤال أحدهم تجد جوابه الجاهز (يا رجال ورعان يكتبون في النت الله يصلحهم!!).
لعل مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية تضع شروطاً عاقلة على تلك المواقع، ومن يخالف فتحجبها عن القراء حفظاً لوحدة الوطن والأمة؛ لأن الوطن يحتاج إلى التكاتف لا التناكف.
فاكس: 2372911
Abo_hamra@hotmail.com