قبل أن تبدأ الحلقة الأخيرة من برنامج خط الستة تساءلت مع نفسي: هل ستتعامل القناة مع لقب الهلال بمهنية وبإنصاف وباحتفاء تحفظ فيه ما تبقى من ماء وجهها، أم تؤكد من جديد أنها ضد أي منجز يسجل باسم الهلال والكرة السعودية؟!
الإجابة الوافية الشافية رأيتها كما رآها غيري على وجوه المقدم نجيب والثلاثي الطريقي والدويش وجستنية، حيث أعياهم الحزن والألم والغبن والقهر والغلدمة، وتحدثوا بلغة متشنجة متوترة، ونظروا إلى الإنجاز القاري بعين محتقنة عدوانية ساخطة، تفرغوا للتشكيك به والشجب والاستنكار والتنديد بكل من سوّلت له نفسه الإشادة به، وكأن الهلال ارتكب جريمة نكراء بحق الرياضة تستوجب كل هذا الغضب والتذمر والانفعال، وباستثناء الشمراني كان الجميع متحمسين لتعكير أجواء الفرح والاحتفال باللقب، وحريصين على ترويج المغالطات والأكاذيب واختيار العبارات المسيئة التي تجعل من الهلال النادي المشبوه والمتآمر التافه والظالم الجاني..!
الحلقة الأخيرة كشفت في توقيتها وأسلوبها وطريقة تناولها حقيقة القناة وأهدافها، فإذا كانت تبحث عن مصلحة الكرة السعودية كما زعمت، وعندما بررت هجومها العنيف بعد خروج المنتخب، فلماذا كررت موقفها واستخدمت التوجه نفسه في إنجاز تاريخي وعالمي لنادٍ سعودي؟! وهل كان يرضيها ويقنعها أن يذهب اللقب لنادي يوكوهاما الياباني؟! ولماذا لم يشككوا في مصداقية الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاءات إلاّ بعد أن منح الهلال لقب نادي القرن وبأرقام لا يتجرأ أحد منهم على مناقشتها والطعن بها؟! وأين هم من ألقاب تمنحها مجلات مشبوهة ومغمورة وتغنوا واحتفلوا بها سنوات طويلة وما زالت مدّونة في تاريخ وسجلات وإنجازات العديد من النجوم والأندية والمنتخبات؟! وهل عدم إدراج دورات الخليج والبطولات العربية تحت مظلة (الفيفا) يجعلنا نلغيها ونصادر على المنتخبات والأندية الأبطال حقوقها وإنجازاتها؟!
يعيش النصر ولا يسقط الهلال
يقول المعلق القطري الشهير يوسف سيف: الجماهير الأوروبية تمارس الفرح بانتصارات أنديتها بطريقة لا تسيء لجماهير النادي الآخر الخاسر ولا تقلل من شأنه، أي أنها لا تبتهج لخسارة الخصوم والتفرغ للتندّر بهم وتنتظر على أحر من الجمر لحظة تعثرهم لتشمت بهم كما تفعل الجماهير هنا.. وفي المعنى ذاته يقول الزميل الأستاذ محمد العبدي في مقدمة ملحق الجزيرة الخاص بنادي القرن: إنّ سر تفوق الهلال الثابت بينما يتغير منافسوه هو في الإستراتيجية الهلالية المتوارثة القائمة على رفع شعار (يعيش الهلال ولا يسقط أحد)..
ما أريد الحديث عنه أنّ هنالك عقليات وأفكاراً ما زالت تتعامل مع نفسها وواقعها ومع الآخرين وفق النظرية العدوانية القديمة المتلازمة والمتأثرة، مما يكتب آنذاك على جدران المنازل وأسوار المدارس (يسقط نادي ..........)، هكذا بدأت وتشكّلت ثقافتهم، ففي كراهيتهم للآخر والتشفي بهزائمه تكمن أفراحهم، وفي محاربة وشتم المنافس ومهاجمة نجومه والتشكيك بإنجازاته، يتأكد حبهم لناديهم والإخلاص له والتضحية من أجله، وكما تلاحظون هم يهتمون بتشويه صورة الجار أكثر من اهتمامهم بأنفسهم.. والأسوأ من ذلك عندما تسيطر هذه الأفكار على مسيّري النادي، فبدلاً من تركيزهم على الجهود والأعمال والتحركات التي تحقق الفائدة لناديهم وتضعه على الطريق الصحيح، نجدهم يسهرون الليالي لإصدار البيانات وترتيب المؤامرات وصياغة المداخلات ضد منافسهم، في قضايا لا تخصهم وتورطهم في مشكلات ومتاهات هم في غنى عنها..
في نادي النصر على سبيل المثال، يلاحظ المتابع أنّ هنالك خطوات بنّاءة جادة من إدارة الأمير فيصل بن تركي وبالذات للفئات السنية، وبرأيي أنها سوف تحقق للنصر نقلة فنية في المستقبل القريب، وسيكون لها مردود إيجابي على النادي عموماً، شريطة التخلص من النظرية إياها، وأن لا يتجاوبوا مع هوس المتأزمين ولا يستسلموا لعبث المرجفين الذين انشغلوا دائماً وأبداً بما يجري ويدور وبما ينجزه الهلال، عليهم أن يكتفوا ويتمسكوا ويجربوا العمل تحت شعار (يعيش النصر ولا يسقط الهلال).
***
* إذا كنا لمنا قائد الهلال آنذاك سامي الجابر على انتقاده علناً المدرب (إديموس)، فإننا اليوم ورغم اتفاقنا مع الأمير الفذ والخبير عبدالله بن مساعد على هبوط مستوى الدعيع وياسر، إلاّ أننا كنا نتمنى أن يتم الحديث عنهما داخل البيت الهلالي وليس عبر وسائل الإعلام..
* إنهاء لجنة الانضباط قضية الفريدي وعبدالغني بالتصالح ودون معرفة ومعاقبة المذنب، جعلتنا نشك في قراراتها السابقة، كما ستدفع الكثيرين على التمادي وعدم احترام لوائحها وأنظمتها مستقبلاً..
* لو المساحة تتسع والمجال يسمح، لنقلت لكم أجزاء من مقالات اثنين من مرجفي الستة، فيها من التأييد والثناء والمديح للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاءات الشيء الكثير عندما كانا يحلمان ويطالبان قبل شهرين بأن لا يكون اللقب هلالياً..!
* تفوق الزميل النشط سلطان المهوس على الجميع وتألّق في مقاله الأخير الأكثر من رائع في كمية معلوماته وفي تقاريره الموثقة وأطروحاته المثيرة عن نادي القرن الآسيوي..
* قياساً بظروف الهلال وغياب ستة من نجومه الدوليين، إذا لم يفز النصر البارحة فمتى سيفوز؟!
* ما قاله أحدهم في البرنامج الجماهيري (مساء الرياضية) وتهجمه على النادي الأهلي ورئيس الاتفاق عبد العزيز الدوسري وسامي الجابر يمثل نفس فكر وعقلية وإساءات خط الستة!
* النتائج اللافتة والمستويات المبهرة لفريقي التعاون الأول والأولمبي تؤكدان عزمه وإصراره على أن يكون حاضراً بقوة في الدوري وكأس الأمير فيصل.
* هم أنفسهم وقفوا مع العراقي يونس محمود وحاربوا ياسر القحطاني وشككوا بلقبه الآسيوي، ومثله ساندوا القطري خلفان إبراهيم على حساب محمد الشلهوب.
* بعد فوضى وفضائح إنذارات الموسم الماضي في دوري الأولى والثانية، ماذا فعلت اللجنة الفنية كي لا تتكرر هذا الموسم؟