ما كنا نخشاه قبل أيام يبدو أنه سيقع - مع الأسف -؛ إذ بدت ملامحه أمس الأول عندما طلبت حركة المقاومة الإسلامية حماس من القاهرة تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة مع حركة فتح بسبب تأجيل عرض تقرير غولدستون على الأمم المتحدة.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد؛ إذ نخشى أن يتدهور الموقف إلى ما هو أسوأ من ذلك، كالتورط في أعمال عنف متبادلة نتيجة للاحتقان الشديد في الشارع الفلسطيني بسبب التفريط في حق شهداء الاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
وبالطبع، فإن هذا التدهور المحتمل قد يلقي بظلاله على عملية السلام المتعطلة أصلاً؛ فإسرائيل تنتظر أي حجة من أجل أن تتنصل من عملية السلام برمتها، وحجتها هي أنها تفتقر إلى شريك سلام قوي وغير متورط في صراعات داخلية قد ينسف كل ما يتوصل إليه المتفاوضون.
ولا شك في أن تأجيل مناقشة تقرير غولدستون حول جرائم إسرائيل في غزة جاء مفاجئاً للغاية ونزل كالصاعقة على الفلسطينيين والعرب وكل مَن يتعاطف مع القضية الفلسطينية، بل كل مَن يريد أن يطبق القانون الدولي على الجميع، على حد سواء، دون تمييز، ومع ذلك فإننا نتمنى من الإخوة الفلسطينيين أن يحاولوا قدر الإمكان أن يفوتوا على إسرائيل فرصة وقوعهم في الاختلافات البينية؛ لأنهم إن وقعوا في الصراع فيما بينهم فإن إسرائيل ستكسب مرتين؛ مرةً عندما نجت من مناقشة تقرير غولدستون، ومرة أخرى بوقوع الإخوة الفلسطينيين في صراعات بينية!
****
