مقالي الذي كتبته الأسبوع الماضي تحت عنوان (اسمه عبدالله)، والذي كنت أسعى فيه إلى التعبير عن جيشان مشاعري الوطنية تجاه والدنا خادم الحرمين، لم يكن الأول في هذا المجال ولن يكون الأخير، مطمئنة ومتيقنة من نقاء كل حرف وتحرر كل سطر من ربقة التزلف أو المداهنة على الأقل أمام نفسي وقناعاتي، لرجل تاريخ ينهض بحلم أرى أنه تجاوز الشخصي والآني وابتعد بخطواته عن دنس السياسة وتجاذبات التيارات، وانغمر بحلمه الوطني الأخضر الشامخ.
بعد نشر المقال أشرق بريدي بالرسالة التالية: (مقال اسمه عبدالله أبكاني، ولم يعد هناك من مقال يؤثر فيّ إلى حد البكاء، هو فعلاً كما ذكرتِ، وكانت شخصيته سري أنا وإخوتي، لا يعرفه إلا من عاشره وعمل تحت لوائه، وفاجأ الناس بزهده وطيبته وطبيعته، أحببت وطني فيه منذ ولادتي، شكرا لك) صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز.
الأميرة صيتة الشفافة الرقيقة قابلتها مرات محدودة في الجنادرية، كانت تفيض بشاشة ووداً على محيطها، وعبر رسالتها هذه تبدى لي جانباً دافئاً رحباً وشاسعاً من تجليات شخصيتها.
عزيزتي الأميرة صيتة.. قدرك أن تترعرعي في واحة رجل تاريخ، ويتفتح وعيك على رجل بنقاء غيم الصحراء وتضاريس العربي الطموح.
كما هو قدرك أيضا ألا تستأثري بحب هذا الرجل وحدك؛ بل سيشاركك فيه شعب بكامله؛ فالدموع وجدت طريقها لمآقينا أيضاً ونحن نراه يضرب بعصا جامعة (كاوست) يم التخلف والجهل والمراتب المتأخرة، ويقود شعبه جميعا نحو بوابة الغد.
عزيزتي الأميرة صيتة كم هو شاهق ونبيل أن نرى التاريخ يصنع أمامنا.. وأن نكون في حضرة هذا التاريخ شاهدين متأملين ممتنين.. نفيض بمشاعر البنوة.
لم يكن مقالي الأول في هذا المجال.. ولن يكون الأخير.