الجزيرة - ندى الربيعة

أعلنت شركة بوينغ مؤخراً عن تعاونها مع شركة UOP التابعة لهانيويل لإجراء دراسة حول استدامة فصيلة رئيسية من نباتات المياه المالحة التي من المرجح أن تكون صالحة لإنتاج وقود متجدد للطائرات. وقد تم تكليف بوينغ بإجراء هذه الدراسة في إطار مشاركتها في مجموعة مستخدمي وقود الطيران المستدام، وسيقوم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي بتنفيذ هذه الدراسة التي ستنظر في إمكانية إنتاج واسع النطاق لوقود حيوي مستدام يتم استخراجه من نبتة salicornia bigelovii وأشجار القرم المالحة، وهي نباتات تعرف باسم (النباتات الملحية). كما ستشارك كل من كلية دراسات الغابات والبيئة في جامعة ييل وشركةUOP في هذا التحليل الذي سيتضمن تقييماً لدورة حياة الكربون الكلية للوقود الحيوي.

من الممكن أن تشكل النباتات الملحية مصدراً غنياً بالوقود الحيوي، وأن تنمو في الأراضي القاحلة، بالإضافة إلى إمكانية ريّها بمياه البحر، مما يجعلها ملائمة تماماً لإنتاج الوقود الحيوي، وتعتبر أبوظبي موقعاً صالحاً لإجراء دراسة تحليلية لدورة حياتها. ومع التطور الحاصل في علوم النباتات والزراعة، تشير نتائج الاختبارات الأولية إلى إمكانية إنتاج محاصيل وافرة جداً من هذه النباتات الملحية.

وفي هذا السياق، قال بيلي غلوفر، المدير التنفيذي لقسم الاستراتيجيات البيئية في شركة بوينغ للطائرات التجارية: (تحرز شركة بوينغ والأوساط العلمية والأكاديمية المعنية تقدماً ملحوظاً في استكشاف مصادر الوقود المتجددة التي يمكن أن تساعدنا في خفض انبعاثات الكربون. ومن خلال العمل المشترك مع معهد مصدر بهدف استكشاف هذه الأنواع في إطار البحوث الرسمية، وسوف نعرف بشكل أفضل ما إذا كانت هنالك أنواع معينة من النباتات الملحية الكفيلة بخفض انبعاثات الكربون وتلبية المعايير الاجتماعية والاقتصادية التي ستتيح لها أن تصبح جزءاً من محفظة حلول الوقود الحيوي المستدام الخاص بقطاع الطيران).

ومن المنتظر ان تتضافر الجهود التي يبذلها كل من معهد مصدر وجامعة ييل لدراسة الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تنجم عن المشاريع واسعة النطاق في الدول النامية. بالإضافة إلى ذلك، سيقوم معهد مصدر بتزويد جامعة ييل بكافة البيانات الضرورية حول فسيولوجيا النباتات الملحية وديناميكيات نظام تربية الأحياء المائية لتقييم إمكانية تنفيذ زراعة متكاملة بواسطة مياه البحر وتلبية أو تجاوز المعايير القياسية الموحدة ذات الصلة..

من جانبها، قالت جينيفر هولمغرين، مدير عام شركة UOP للطاقة المتجددة والكيماويات: (علينا أن نستمر في تطوير الوقود الحيوي بهدف إدراج المواد الأولية التي لا تعدّ مستدامة وحسب، بل وقابلة للتجدد أيضاً، وقادرة على استعادة النظم البيئية حيثما وجدت. وقد قامت شركة Seawater Inc العالمية بدور ريادي في تطوير حلّ واعد، وتغمرنا حماسة بالغة للعمل مع هذا الفريق في إطار مواصلة تطوير وفهم الآثار المحتملة لنظم مياه البحر المتكاملة).

بدوره قال الدكتور سغوريس سغوريديس من معهد مصدر: (سيؤدي نجاح هذه الدراسة إلى منح مبادرة مصدر فرصة لتوسيع نطاق نشاطاتها انطلاقاً من تكنولوجيات الطاقة المتجددة وصولاً إلى ابتكار وقود حيوي مستدام يمكن إنتاجه محلياً. كما تسعى مبادرة مصدر إلى بناء مدينة (مصدر) التي ستكون أول مدينة خالية من الكربون والنفايات في العالم، وتقع على مشارف إمارة أبوظبي).

من جهته قال الدكتور مروان خريشه، عميد المعهد: (ستحظى مدينة مصدر بوفرة من الأغذية المنتجة محلياً وبالتالي تقليل الاعتماد على الواردات المشبعة بالكربون. كما ستوفر مصدراً إضافياً غنياً بالوقود الحيوي الذي من شأنه أن يتيح انتقال دولة الإمارات إلى اقتصاد أقل اعتماداً على الوقود الأحفوري). كما أضاف الدكتور خريشة أن من شأن الزراعة التي تعتمد أسلوب الري بواسطة مياه البحر أن تساعد على موازنة الانبعاثات الكربونية في مدينة مصدر.