Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/10/2009 G Issue 13526
السبت 21 شوال 1430   العدد  13526
التخطيط الإستراتيجي للمطارات
محمد رشاد الجابري

 

التخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية للمنظمة ويعتبر مرحلة من مراحل الإدارة الاستراتيجية والمتمركزة في قمة الهرم الإداري في الفكر والتطبيق، وتعرف بأنها خطة لزيادة حصة المنظمة على حساب المنافسين، وتختلف هذه الإدارة عن الإدارة العادية في توجهها الرئيسي، ففي حين تهتم الإدارة العادية بالمنظمة من الداخل فإن الإدارة الاستراتيجية تهتم بالعميل والبيئة. وتتضمن هذه الأدارة تصميم وتنفيذ وتقييم القرارات ذات الأثر طويل الأجل بهدف زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر العملاء المساهمين والمجتمع ككل.

ومرحلة تصميم القرارات هي مرحلة التخطيط الأستراتيجي والذي يهتم بوضع رسالة المنظمة وتقييم البيئة الداخلية، ومن ثم تحديد نقاط القوة والضعف والبيئة الخارجية، وتليها تحديد الفرص والتهديدات والفجوة الاستراتيجية لوضع الأهداف طويلة الأجل، واختيار أفضل الاستراتيجيات الكلية، واستراتيجيات الوحدات الاستراتيجية، والاستراتيجيات الوظيفية، وتتطلب مرحلة التخطيط الأستراتيجي تجميع المعلومات وتحليلها واتخاذ قرارات باختيار أفضل البدائل في كل خطوة من خطواتها. ويعتمد الفكر الأستراتيجي لهذه المرحلة على الأبتكار وتقديم أفكار جديدة يصعب على المنافسين تقليدها الا بتكلفة عالية أو بعد وقت كبير.

والتخطيط الأستراتيجي الناجح هو الذي يسبقه صياغة لتصور استراتيجي فعال والذي بدوره يعمل على خلق الإطار الذي يجب أن يعتمده التخطيط الإستراتيجي لجعل الأهداف العامة للمنظمة واضحة.

وتخطيط المطار هو خطوة معقدة جدا لأن تحليل نشاط واحد بدون الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثيره على النشاطات الأخرى سوف لا يحقق حلولا مقبولة. ولتخطيط مستقبلي ناجح للمطار، لابد من وجود تعليمات مبنية على نظام المطار وخططه الرئيسية (Master Plan). والدراسات بخصوص تخطيط المطار متنوعة فمنها المتعلق بتخطيط الخدمات، المالية، الحركة والتسويق، الاقتصاديات والدراسات البيئية، ولكن يمكن تصنيف هذه الدراسات على ثلاثة مستويات وهي تخطيط النظام، التخطيط الرئيسي (الخطة الأم) وتخطيط المشروع؛ فالأولى هي تمثيل خدمات الطيران المطلوبة لمقابلة وتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للمنطقة أو الدولة وتوصي بالموقع العام للمطار الجديد وطبيعة التوسع المستقبلي له لمقابلة نمو الطلب عليه، أما الثانية، فهي فكرة تطويرية نهائية لمطار معين لدعم تحديث المطارات الموجودة أصلا وخلق مطارات جديدة بهدف التطوير المستقبلي المقنع والمتواكب مع الطلب على الطيران بأسلوب مالي وعملي بما يتلاءم مع البيئة، النمو السكاني وأنماط النقل الأخرى، أما الأخيرة فهي خطة تفصيلية لتخطيط تطوير جزء محدد من المطار في المستقبل القريب لذلك فهي تركز على عناصر محددة في الخطة الأم السابقة أو الرئيسية لتنفيذها على المدى القصير كإنشاء مهبط جديد أو تحديث مهبط موجود أصلا أو اضافة ممرات للطائرة أو تحديثها أو إضافة بوابات وغيرها من الخدمات الخاصة بالصالات أو الجانب الجوي من المطار.

والمطارات العصرية الناجحة هي تلك التي تمتلك خطة استراتيجية تواجه بها التحديات الاستراتيجية المستقبلية والتي تتمثل في ازدياد حدة المنافسة وسرعة التغيرات بالإضافة إلى ندرة الموارد والأهم من ذالك تغير هيكل العمالة، فلم تعد المطارات تعتمد على العامل غير الماهر القادر فقط على القيام بأعمال بسيطة متكررة والذي من السهل تدريبه ونقله من عمل لآخر، بل أصبح نجاح المطارات العصرية يتوقف على توافر الخبراء ذوي المعرفة المتخصصة في الإنتاج والتسويق والتمويل والذين يمتلكون المعرفة والخبرة التي من الممكن أن تسهم في وضع استراتيجيات ذات كفاءة وفاعلية في زيادة رضاء شركات الطيران والمسافرين والمستثمرين.



mohammadaljabri@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد