Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/10/2009 G Issue 13526
السبت 21 شوال 1430   العدد  13526
مؤتمر جنيف.. والتحديات الجديدة!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

 

تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار في جنيف، والذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي - قبل أيام - في توقيت غاية في الأهمية، لتعزيز العلاقات الإنسانية والسلام العالمي، والتعايش بين الشعوب، وترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية....

..السامية لمواجهة صراع الحضارات والثقافات، وإزالة أسباب التوتر والصراع، التي سعت ولازالت إلى تعميق الخلاف، وتقويض السلم والتعايش.

هذه المؤتمرات الحوارية العالمية المتتابعة تأتي امتداداً لمؤتمري مكة المكرمة ومدريد، لتؤكد أن رسالة الإسلام رسالة عالمية لشعوب الأرض كافة، وثقافتها لكل فئات الناس في العالم. ولتتلمس حاجة الشعوب إلى الحوار من خلال القواسم المشتركة؛ إذ إن التنوع الثقافي والتعدد الحضاري بين الناس، آية من آيات الله في الكون، وسنة من سننه، وسبب لتقدم الإنسانية وازدهارها. كما أن الحوار من ضروريات الحياة، ومن أهم وسائل التعارف والتعاون وتبادل المصالح.

حدث الدكتور: حسن بن علي الأهدل، عن تجارب سابقة له في الحوار، مع أصحاب الديانات التي شارك في بعض مؤتمراتها، أنها أثمرت نتائج جيدة، أقلها: التعريف بماهية الإسلام. هذا الدين العظيم الذي خضع لتشويه من قبل أعدائه، واتهم بما ليس فيه. فقدمت تلك اللقاءات - خاصة مع النصارى - معلومات عن الإسلام، كان الطرف الآخر غافلاً عنها، أو مشوشاً حولها، فلم يكون ممكناً تصحيحها إلا من خلال اللقاء المباشر الذي يخضع للمناقشة الجادة في جو ودي لمن يبحث عن الحقيقة، ويرغب في اتباعها. ونتائج هذه اللقاءات بإيجابياتها وسلبياتها تمثل مخزوناً معلوماتياً جيداً، وتجارب ثرية يستفاد منها في اللقاءات المقبلة. إن مد جسور الحوار بين الشعوب على اختلاف أعراقها وثقافاتها، وتعدد حضاراتها واتجاهاتها، هو من مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة. فلا ثقافة للإسلام في غياب الحوار، خصوصاً بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة. فديننا دين الحوار، لا في القضية العقائدية، بل في البحث عن القواسم المشتركة التي يتفق عليها الناس، لتحقيق العدل والأمن، والحرص على إزالة الاحتقان الذي تعيشه المجتمعات الإنسانية.



drsasq@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد