إن أي رياضي سعودي عاقل محب ناضج يحمل فكر سليم ومنطق حكيم لابد أن يحزن ومن البديهي أن يصل إلى درجة الغليان من الغضب وأن يصدم وينكسر قلبه ويتوقف عقله عن التفكير ولو في ذلك اليوم الذي خرجنا فيه من كأس العالم على أقل تقدير بسبب الخروج المرير، فالبطولة غالية وتضم النخبة من منتخبات العالم ونجوم كرة القدم العالمية الكبار، وهي المسابقة الأغلى للمجنونة صاحبة الشعبية الطاغية والجارفة على كوكب الأرض بلا منازع أو منافس ولا تقام إلا كل أربع سنوات... كل هذا الكلام حقيقة.. محزنة.. مؤلمة وتكسر القلب، ولكن البكاء على اللبن المسكوب حماقة، والبكاء عند القبور لا يبعث الأموات ولا يعيد ما فات، والحياة قطار سريع لا يتوقف في محطات الحزن والبكاء والعويل والتهويل والتشاؤم والشتائم وقطار الحياة السريع ليس به مقاعد إلا للأقوياء الذين لديهم استعداد دائم من أهل الجد والعزيمة الذين لا يتوقفون عند الهزيمة إلا لدراسة الأسباب ووضع الحلول بكل قوة وعزيمة من جديد. ويجب علينا دائماً أن نكون أكبر من الحدث بالنصر أو الهزيمة وأن نتعامل بواقعية، فنحن لم نمت بعد ولسنا أبطال كأس العالم الماضية ولن نكون أبطال كأس العالم القادمة، فعلام كل هذا الضجيج والحزن، لذلك يجب أن نتوقف عن الحزن ونبدأ بالتخطيط من جديد ولكن على عدة محاور واتجاهات واحتياطات وبدائل وإن كان هناك من يرى أن خروج السعودية من كأس العالم مشكلة واحدة، فإني أراها ثلاث مشكلات وليست مشكلة واحدة، ولكنني رجل متفائل وأحمل فكرا وقادر على تقييم الأمور ومعرفة الخلل وإيجاد الحل الكامل والشامل بكل تأن ويسر وسهولة، ولكن من يسمع؟! ولكن من يسمع ومن يحاور ومن يتيح لنا الفرصة لنعرض ما لدينا من فكر وسط هذا البحر المتلاطم من المنظرين والمحللين والنقاد الذين يرددون أسطواناتهم المشروخة التي لا تحمل جديداً وليس بها ما يفيد (إلا ما رحم ربي) فمن لا يعرف أسباب المشكلة حتماً لا يعرف الحل ولذلك فإني من أشد الجماهير السعودية حزناً وحرقة وألماً، فأنا حزين على مشكلة خروجنا من كأس العالم، وحزين على أننا لن نصل إلى المشكلة الحقيقية، وحزين لأننا سنعاجل المشكلة بشكل خاطئ وبذلك يكون لدي أنا شخصياً ثلاث مشكلات إذا كان لدى الجمهور الرياضي مشكلة واحدة ولكن من يسمع؟ من يسمع؟ من يسمع؟ فأنا سعودي ولست دكتوراً ولا رجلاً مشهوراً ولا أستطيع الوصول والإعلام محتكر ويقدم المال على الفكر؟، ونحن مجتمع نمطي في قوالب جامدة ونتوارث اللوائح والأنظمة وطريقة العمل والتعامل أباً عن جد بفكر قديم مع علمنا أن الإبداع هو التجديد والخروج عن المألوف والتجارب والدراسات حق مشروع لكل من لديه فكر وكثرة الآراء والتحاور والتشاور هي التي سوف تصنع الفارق، ونحن لسنا في وطن جميع سكانه من الأميين أو الحمقى لنجد بعض الأشخاص من الأوصياء الذين لديهم عشرة مناصب على طريقة (سلمت يداكي يا مولنكس).. أما عن واقع وطني الغالي بكرة القدم كمعطيات بشرية ومادية وبنية تحتية فوطني الذي أفتديه بنفسي ومالي وأبنائي فهو واقع مشرف وكبير وعظيم ويدعو إلى الفخر والاعتزاز ونستطيع أن نكون أفضل وأجمل وأكبر وأقدر وأجدر من ما نحن علية بمراحل ولكن من يسمع، وأن مشكلتنا الحقيقية بكل صدق وشفافية وصراحة ووضوح إننا بعد كل إخفاق نقف نبحث ونفكر ونكتب ونقترح ونقدم حلولا وتوصيات وفي النهاية جميع الحلول والتوصيات تعرض على من هم سبب من أسباب الخلل من اللجان الذين هم جزء من المشكلة ليقوموا هم بدراسة ما قدمناه من اقتراحات لنتجاوز الإخفاق الذي هم من أهم أسبابه ليدرسونها أو يضعونها بالأدراج مدة من الزمن ثم تحول إلى سلة المهملات وبعد أن تنخفض حدة الصدمة ويتلاشى الاحتقان بالشارع الرياضي نعود كما كنا عليه من التخبط والعشوائية والارتجال.. وإني أرجو وأتمنى وأناشد وأتوسل جميع المسؤولين وأصحاب القرار أن يستمعوا إلينا لنعرض ما لدينا من فكر والفكر والحكمة والقدرة على الابتكار والتجديد موهبة من الله سبحانه وتعالى.
سليمان الصويان
Al - 7asm@windowslive.com