المتابعة الكثيفة والاهتمام الواضح بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للشقيقة سورية ليس جديداً أو مستغرباً، فكثيراً ما ترافق جولات وزيارات خادم الحرمين الشريفين إلى الدول العربية والصديقة مثل هذا الاهتمام لما تحققه هذه الزيارات من إضافات إيجابية لمسيرة العمل العربي المشترك وتدعيم التعاون الدولي وتنشيط العلاقات الإنسانية.
والزيارة الحالية لسورية تكتسب أهمية إضافية لما تشهده المنطقة من أحداث تتطلب تكاتف الجهود لحل العديد من الأزمات التي تعترض طريق حل ومعالجة تلك الأحداث للدور الأساسي والرئيسي والمحوري للبلدين وقدرة قيادتهما على معالجة وحلحلة ما يعترض طرق معالجة تلك الأحداث التي تؤثر سلباً في أوضاع المنطقة وترفع درجة التوتر وتهدد الاستقرار. ولا بد من أن اجتماعاً يضم الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الأسد سيعالج ما تعتري وما تواجه مسيرة العمل العربي المشترك، وما شاب العلاقات الثنائية من فتور أثرت في مجمل القضايا العربية الأساسية كالوضع في العراق ولبنان والعلاقات بين الفلسطينيين ونوعية العلاقة بين العرب وإيران في ظل تزايد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية.
ولا شك أن مباحثات خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري ستعالج كل هذه المواضيع بشكل معمق، وهذا ما يجعل الزيارة الملكية لدمشق تحظى بكل هذا الاهتمام والمتابعة التي نلحظها لقناعة الدوائر السياسية والإعلامية أنه ما إن يلتقي قادة الدول العربية المحورية ومن أهمها المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية إلا وتعزز نتائج إيجابية ستساعد بلا شك على معالجة ما يعترض مسيرة العمل العربي المشترك من عراقيل.