الجزيرة - عبدالرحمن اليوسف:
استقبل مدير عام اليونسكو السيد كوتشيرو ماتسورا يوم أمس في مكتبه صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم رئيس وفد المملكة المشارك في مؤتمر اليونسكو في دورته 35 الذي يقام حاليا في باريس، يرافقه سفير المملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس.
وقد دار خلال اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات التي تهم المنظمة ودورها الإنساني حول العالم.
ورحب السيد ماتسورا بسمو الوزير، وأعرب عن تقدير المنظمة للمملكة العربية السعودية وبالأخص إسهاماتها في نشر الحوار والدعوة إليه، مشيرا إلى مؤتمري مدريد ونيويورك للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وهما من أبرز النشاطات الإنسانية للدعوة إلى التقارب التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وكان لهذين المؤتمرين أبلغ الأثر فيما بعدهما من أنشطة منبثقة من توصيات المشاركين وحماسة الدول للتفاعل مع دعوة الملك عبدالله. وأشار ماتسورا إلى أنه تم إقرار عام 2010م عاما للتقارب بين الثقافات، وسيكون هناك العديد من الأنشطة الدولية التي تصب في خدمة الإنسانية والتقارب بين الشعوب، وتمنى أن تكون المملكة من أبرز المساهمين في نشاطات وبرامج هذه السنة.
من جهته أعرب سمو الأمير فيصل بن عبدالله عن سعادته بهذه الزيارة ومشاركته لأول مرة في واحد من المحافل المهمة لليونسكو، مقدرا سموه إسهامات اليونسكو الإنسانية ونشاطاتها في مجالات التربية والثقافة والعلوم، مؤكدا أن المملكة تقف إلى جانب اليونسكو وفي الوقت نفسه تسعى إلى تطوير جوانب الشراكة معها، وذلك تمشيا مع ما تقوم به من جهود.
وقال: إن خادم الحرمين الشريفين في دعوته الدولية للحوار بين الشعوب يعبّر عن الروح الإسلامية التي تحترم الآخر، فالمملكة العربية السعودية هي البلد الذي تتجه إليه أنظار أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، ورسالتها للعالم المحبة والسلام، وهذا ما يود خادم الحرمين الشريفين أن يوصله من خلال تلك المبادرات والتي آخرها افتتاح جامعة الملك عبدالله التي تحتضن أبناء جنسيات عديدة حول العالم، والغرض منها تسخير العلم والبحث العلمي لخدمة البشرية أينما كانوا، ولا تخص السعوديين وحدهم، بل هي امتداد للنجاحات التي تحققت في المملكة في كافة المجالات منذ أكثر من سبعين عاما، مستشهدا سموه بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين كان لهما عظيم الأثر في النهضة السعودية، وهذه الجامعة هي نتيجة لرؤية خادم الحرمين الشريفين لمستقبل التعليم في المملكة وكيف يكون رافدا لشراكات أعمق مع العالم على أسس متينة من الاحترام وتسخير الطاقات والاستفادة من الكفاءات مهما كانت بلدانهم، طالما كان بإمكانهم أن يسخروا إمكانات العلم لخير البشرية.