إمعاناً في تحدي الرغبة الأمريكية التي أظهرها الرئيس باراك أوباما والمتمثلة في تحقيق تسوية سلمية للقضية الفلسطينية تصعد حكومة نتنياهو من إجراءات القمع، ومصادرة المساكن والأراضي الفلسطينية، وتوسع دائرة إقامة الأحياء والمستوطنات الصهيونية في المناطق العربية الفلسطينية.
هدف نتنياهو شخصياً وحكومته التي تضم عدداً من المتطرفين والرافضين لأي عملية سلمية مع الفلسطينيين هو إفشال جهود أوباما والقضاء على أية فرصة لتحقيق ما وعد به من إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الكيان الإسرائيلي.
فحكومة نتنياهو بتشجيعها وتركها لقطعان التطرف والاستيطان الصهيوني بالهجوم على بيوت الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وإخراج العوائل والأسر الفلسطينية ورميهم هم وأثاثهم في الشوارع والإقامة بدلاً منهم في حراسة الشرطة الإسرائيلية، ثم الإيعاز للإرهابيين الإسرائيليين بالهجوم على باحة المسجد الأقصى لإقامة احتفالات توراتية في هذا المكان المقدس أمعاناً لما زعموا بذكرى (عيد العرش اليهودي) وأيضاً تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وبدلاً من أن تحافظ على قدسية المكان وتمنع التجاوزات الإسرائيلية، قامت بمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى وأغلقت باحة المسجد في وجه الفلسطينيين، ثم امرت بإبعاد الشيخ رائد صلاح من مدينة القدس لمدة شهر..!!
إبعاد الفلسطينيين من مدنهم ومنعهم من الصلاة في المسجد الأقصى ومصادرة منازلهم وبيوتهم وتشريد أسرهم وإقامة الأحياء والمستوطنات في القدس لتهويد المدينة المقدسة ماذا سيؤدي ذلك..؟!
أدى إلى تأجيج الغضب والتعجيل بالثورة الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة مما ينبئ باندلاع انتفاضة فلسطينية تريد حكومة نتنياهو حدوثها هذه الأيام حتى تنشغل الإدارة الأمريكية ومبعوثيها بمعالجة إفرازاتها بدلاً من الضغط عليها لوقف موضوع المستوطنات وبما أن الأمريكيين من روزفلت حتى أوباما لا يردون للإسرائيليين طلباً، فإنهم سوف ينشغلون بمساعدة نتنياهو بقمع الانتفاضة القادمة وينسون موضوع إقامة الدولة الفلسطينية، وبالتالي تبوء جهود أوباما بالفشل فيتخلى عن جهوده ويظل الإسرائيليون يواصلون احتلالهم وظلمهم وبحماية الأمريكيين..!!
****
jaser@al-jazirah.com.sa