أسأل نفسي فأقول إنني خير وصالح..
وأسأل جاري فيقول إنه خير وصالح..
وأسأل القريب والبعيد وكلهم يقولون بما أقوله عن نفسي، ويقوله جاري عن نفسه..
اتضح لي من السؤال أننا كلنا خيرون، وكلنا نشعر بقيمة الخير وندعو إلى الفضيلة.
الأمر يربكني..
فواقعنا ونحن الخيرون والدعاة للفضيلة، يعج بشره، وتتنوع فيه طرق الرذيلة وأساليبها، ويموج فيه ما الله أعلم به من ضلال وغفلة..
وأسأل ونحن كلنا خيرون: من الذي يحدث كل هذا الفساد في عالمنا؟
هو بكل تأكيد غيرنا، وليس نحن..
فأنظر في المكان فلا أجد سوانا، المكان لا يسكنه غيرنا، بل نحن، ونحن فقط.
ويبقى السؤال قائماً: من أين يأتي كل هذا الشر في عالم كله خيرون؟
لا أجد جواباً شافياً غير أن أقنع نفسي بأن بعضنا يكذب، ويداري الشر في نفسه بتصنع الفضيلة، حتى إذا غفلت أعين الناس عنه أظهر ما فيه من شر، وأبدع في طرق تغطيته.
السؤال الآن: مَنْ فينا الذي يكذب؟
ونعود ثانية لنقطة البداية، لأنني أزعم أننا كلنا سندعي صدقنا.. والله المستعان.
naderalkalbani@hotmail.com