تزخر الأسواق المحلية بأنواع متعددة من توابل السلطات ذات النكهات المغرية والروائح الأخاذة. ولهذه الأسباب يقبل عليها الناس بشراهة، بينما لو علموا مكوناتها وأدركوا مضارها على الصحة لتوقفوا فورا عن استخدامها. فلا يكاد يخلو أي منتج استهلاكي حاليا من المواد الحافظة والملونة والدهون الضارة والسكريات المكررة.

ولعل الكثيرين يعولون على وزارة التجارة وحرصها ومراقبتها لهذه المنتجات، إلا أن الوزارة تكتفي بمعايير خاصة بها قد لا يكون ضررها على الصحة من أولوياتها! سيما أن الوزارة تعتمد على مدى اهتمام المستهلك بصحته ومستوى ثقافته ووعيه، وتتوقع منه قراءة محتويات المنتجات بحرص وعناية، وفي النهاية كلٌّ مسؤول عن نفسه بحسب اهتمامه وعنايته فيها.

وإن المرء ليأسى على صحة الناس، ويتألم من أضرار توابل السلطة المتواجدة في الأسواق. وكاتبة هذه السطور لا تملك إلا أن تطالب مستخدميها بحرقة وحرارة بضرورة الاهتمام بصحتهم من خلال تحضير تلك التوابل في منازلهم وتحت رقابتهم! بل ومن بين أيديهم الكريمة، وبذل قصارى جهودهم لأجل صحتهم فهي رأس المال بل يافوخ الحياة! وترجوهم عدم الاعتماد على ذمم المنتجين والتجار الذين يهمهم ما في جيوب الناس أكثر من اهتمامهم بسلامتهم.

والبعض يحتج بضيق الوقت لتحضير توابل السلطة، لأنهم بالأصل لا يحضرون بأنفسهم السلطة (بكبرها) فكيف بتوابلها وبهاراتها !

ولأن الأمر متعلق بالصحة؛ فإن من السهولة بمكان تحضير مكونات توابل السلطة المشتملة على الملح البحري الغني بالمعادن النافعة الذي لم يتعرض للتنقية، ويمكن الاستفادة التامة منه بوضعه مع السلطة على وجه الخصوص للحصول على فوائده، لعدم تعرضها لحرارة الطبخ التي تفسد منافع المعادن. ويضاف إليه الليمون وزيت الزيتون الطبيعي (المعصور على البارد) لتميز هذا النوع بمحافظته على فعالية الدهون النافعة. ويخلط معه خل التفاح غير المصفى، فبرغم أن التصفية تكسبه الجاذبية إلا أنها تفقده معظم مكوناته المفيدة، والنوع النقي الموجود في الأسواق الرخيص الثمن لا يحتوي على أية قيمة غذائية، وهو عادة يستخدم للتنظيف! ولو ترك الناس تصفية الأطعمة من مكوناتها، واكتفوا بتصفية النوايا فقط لكان أفضل!!

ويراعى عند تحضير توابل السلطة ضرورة التوازن بين مكونات الزيت والخل بحيث تكون نسبته (3-1) ويوضع في قارورة ويرجّ جيداً قبل الاستخدام ويمكن وضع الباقي في الثلاجة. ولموازنة حموضة وملوحة باقي المواد يتم الاستعانة بالعسل أو الدبس والاستعاذة من السكر الأبيض المكرر.

وتمنح البهارات كالفلفل الأسود مذاقا خاصا للسلطة بشرط طحنه حال استعماله، وكذلك تفعل الأعشاب العطرية كالنعناع والحبق والزعتر. وأكثر المواد المنكهة فائدة وأطعمها مذاقا بلا منازع الزنجبيل الطازج، حيث لا يتعرض للحرارة فتبقى فعاليته قوية وطعمه لاذعا. ويمكن خلطه بالزيت واستحلاب النكهة دون العروق لمن لا يفضلها. أما سر التوابل فهو الخردل المطحون الذي يساهم في بقاء الزيت ممتزجا بالخل وبعصير الليمون دون الانفصال المعهود.

وحينئذ يمكنكم الحصول على المذاق اللذيذ والأمان الصحي وعقباه العافية!