لا يختلف اثنان في فاعلية النشر الإلكتروني للصحف، فهو وسيلة سريعة ومتاحة للجميع حيثما كانوا يجدون صحيفتهم ويصلون كتابهم المفضلين، والصحيفة الذكية تنهج أساليب تبويب ذكية تقرأ بها مواطن الجاذبية لدى المتصفحين، فتعمل على تبويب يحقق لها مكاسب الاستقطاب وتحديداً استقطاب الفئات الكثيرة والكثيرة من قراء لا يملكون سبيلاً لنسخها الورقية ولطبعاتها العديدة فيلجؤون إلى مواقعها الإلكترونية تيسيراً للجهد والوقت ووصولاً ميسوراً إليها.. وتدخل المنافسات بين الصحف بعدد نسخ بيعها، فيما تدخل المنافسة بعدد متصفحيها، ولا مجال لصحيفة إلكترونية أن تحقق مكاسب عالية من عدد المتصفحين ما لم تكن صفحتها الأولى بوابة استقطاب وجذب ولفت انتباه واستحواذ على اهتمام، بحيث يجد كل متصفح ضالته من خبر مهم حديث يربطه باهتمامه، أو رابط تعليق يشده لحدث في المجتمع البشري أو مجتمعه الوطني، أو مبتدأ سطور تأخذه بيسر لأفكار كاتبه المفضل أو تلفته لكاتب آخر يصبح ضمن كتابه، فهناك بعض الصحف لا تجذب أحداً بما تحمله صفحتها الأولى من أخبار غير مغرية ولا تتوفر فيها عناصر المادة الصحفية الفاعلة ولا تتناسب واهتمام الشرائح الأوسع من المتصفحين، وتركز على موضوعات وأخبار باهتة, كما أن آلية الوصول إلى الزوايا والكتاب والآراء والأخبار والتحليل آلية غامضة متعبة تحتاج إلى أكثر من حركة حتى يتم الوصول، وفي ذلك ما لا يشجع على تصفحها بل يكاد ينحصر متصفحوها فيمن يعرفون من كتابها وفيما يريدون به إرضاء تحريرها ومشاركتهم الشخصية في تصفح صحيفتهم.. حدثني أحد المبتعثين الأقارب عن رأيه في النشر الإلكتروني للصحف المحلية فقال: (إن عدد المبتعثين أكثر من سبعين ألفاً، تخيلي حين يعودون للوطن ويكونون قد كونوا قاعدة قراءاتهم للصحف عن طريق مواقعها الإلكترونية كم ستكسب هذه الصحف من شرائح مثقفي المستقبل عن طريق نشرها الإلكتروني إن كان قادراً على المنافسة وجذب أكبر قدرٍ من هذا العدد المتصفح للمواقع الإلكترونية لها؟..
هناك بعض مواقع الصحف تدعم نظام متصفح واحد لا يتيح لمستعملي أنظمة التصفح الأخرى التفاعل مع الموقع، مثل هذه الصحف لا تتيح للجميع سهولة التفاعل مع أطروحاتها لأن نظامها يدعم برنامج متصفح واحد وهو: (إنترنت إكسبلورر)، بينما هناك ثلاث متصفحات رئيسة أخرى يمكن دعمها من قِبل مصممي مواقع الصحف هي: (فاير فوكس، سفاري، أوبرا) وغيرها كي يكون التفاعل معها واسع النطاق)..
إلى جانب ذلك، تُرى هل فكرت الصحف وهي تقدم نفسها إلكترونياً في شرائح مثقفي المستقبل لتستقطبهم قراءً لها حين عودتهم.. فتطور أساليبها في النشر وتركز على الاهتمامات المختلفة لهم.. وتستقطبهم بتبويب ومضامين أكثر جاذبية لمختلف مشاربهم وبآليات متاحة للجميع؟؟.
