قلنا في مقالتنا السابقة، ومن خلال استعراضنا (الامتداحي) لعمل الزميل (فارس بن حزام) (المتلفز)، إن هذا الجهد الفني المميز الذي عرضته قناة العربية كان ينقصه إجراء لقاءات حية مع التائبين الذين وقعوا - قبلاً - فريسة للفكر الضال الذي قذفهم إلى أتون جحيم الموت ومستنقع الدم، وكنا نريد بذلك أن يتعرف شبابنا إلى الأساليب التي أدت إلى إيقاع أولئك الضحايا في براثن الأخطبوط الإرهابي (المؤدلج) الذي لا يعرف سوى (الحرق) والانتحار واستسهال الروح البشرية من أجل تحقيق أهدافه، تلك الروح التي غالباً ما تُختار بعيداً عن الصلات الصميمية ووشائج القربى لأولئك الموجهين الذين يقبعون بعيداً عن نثار الانفجارات وينأون بها عن أقربائهم حينما يوكلون مهمة الموت إلى ضحايا بريئة ساذجة تصدق أن الرصاص سيكون برداً وسلاماً على أجسادهم لدى أية مواجهة حقيقية مع الموت، كما أن هنالك (ضمانة) مغروسة في أذهانهم الهشة أنهم في طريقهم إلى الجنة. أقول لو أن البرنامج أجرى لقاءات مع الناجين منهم وعرضها على الملأ لاستفاد الشباب كثيراً من هذه التجارب الخادعة لأولئك الشباب المضللين.
* *
كما كان بودنا لو أن البرنامج أجرى لقاءات مع مشايخ المناصحة الذين خاضوا تجربة النقاش مع أولئك الشباب المضللين وكشفوا طريقة تفكيرهم وسبل (تبريرهم لكل ما كانوا يعملون).
وأيضاً كان بودنا أن يتناول الزميلان (النقيدان والذايدي) بعض أدبيات هذا التنظيم بالكشف والتحليل والطرح المقنع المفيد لأطروحات هذا الفكر الغريب الذي لا يعرف إلا الانتحار والموت للوصول إلى حلمه المستحيل. وكان بودنا أيضاً أن تكون هنالك حلقة رابعة للبرنامج يتحدث فيها المشايخ الكبار المؤثرون والمقنعون عن هذه الفئة وهذا الفكر.
* *
يبقى القول أخيراً إن (أيام الدم) عمل رائع لكل من ساهموا به، ولكننا نطلب منهم المزيد والمزيد حول هذا الموضوع.
