احتفلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية هذا العام بعيد ميلادها الثالث والثمانين في قلعة وندسور، وتم إطلاق عدة طلقات نارية تحية للملكة فيما رفرفت الأعلام فوق المباني الحكومية.
وكانت الملكة البريطانية- التي تترأس الدولة والقوات المسلحة والكومنولث وكنيسة انجلترا - قد جلست على عرش البلاد بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عام1952م. وهي امرأة أراد لها الله مشوارا وحياة أخرى غير تلك التي رسمها لها والداها، حيث كانا يطمحان لتزويجها كسائر بنات العائلة لتنصرف لتربية أولادها، لكنها أصبحت ملكة. وتزوجت من الأمير فيليب قبل أكثر من 61 عاما، فأصبح الرجل الذي أمضى أطول فترة زواج مع ملكة في بريطانيا. ولديهما- أربعة أبناء وثمانية أحفاد. وتعد أكبر معمرّة في تاريخ التاج البريطاني، متفوقة على الملكة فيكتوريا التي عاشت في القرن السابع عشر.
والملكة إليزابيث ليست مثقفة، برغم أنها صاحبة أكبر المكتبات في العالم، فهي لا تقرأ غير الوثائق الرسمية وبرقيات وزارة الخارجية، ولا تثيرها المسائل الفلسفية الكبيرة على الإطلاق. ففلسفتها في الوجود سهلة وتتلخص في الجملة التالية: (لا تبحث عن تفسيرات معقدة في الحياة).كما لا تولي الفن أية أهمية، باستثناء التصوير، ولا تشغل الموضة على الإطلاق بال الملكة الوفية لطريقة لبسها، فنادرا ما ترى نفسها في المرآة، وتسريحة شعرها تلقب ب (الخوذة اللاصقة) لعدم تناسبها إطلاقا مع الموضة، في حين تعمل اللفائف التي تستعملها في شد شعرها على تثبيت التاج فوق رأسها. ولم تصبغ شعرها أبدا وتفضل الاحتفاظ بالشعر الرمادي أو الأبيض، دليل النضوج والتقدم في السن، بيد أنها تعيد وضع أحمر الشفاه كلما خف بريقه. وتفضل وضع ماكياج خفيف وارتداء لباس رياضي عند قضائها فترة الاستجمام. وكانت في شبابها ترتدي دوما الألبسة الكلاسيكية التي توحي لك بأنك أمام برجوازية حقيقية لتتبنى بمرور السنوات طريقة لبس والدتها: فستان أخضر أو وردي أو أزرق وتعلوها قبعة مزينة بالورود والريش. وتختار الألوان الهادئة للنهار والأصفر والأخضر في المساء. وعلاوة على الفستان الذي ارتدته بمناسبة تتويجها، يظل الفستان الذي ارتدته خلال أول زيارة رسمية لها لفرنسا الأشهر على الإطلاق.
يقول هاردي أميس مصمم الملكة أنها كانت تصغي دوما وباحترام للنصائح التي كان يسديها لها، وتفضل ارتداء الملابس العادية لأنها مريحة. ويضيف قائلا: (بالطبع لم أكن لأفعل ما فعل جيفنشي بالممثلة أودري هاب بورن، التي أضحت بفضل تصاميمه المبتكرة دمية لا مثيل لها). والثياب الوحيدة التي كانت تهم الملكة، هي فساتين السهرة لدورها في رسم شخصيتها وهي تقف كملكة حقيقية أمام الملأ. ولأنها مرتبطة جدا بملابسها فإنها تحتفظ بكل ثيابها في خزانتها منذ ربع قرن. وتعشق الملكة أيضا القبعات المصممة بطريقة لا تغطي وجهها ولا تعيق حركتها وتحرص أن تكون بلون المعطف الذي ترتديه.
وأما إكسسواراتها فتضم حقيبة يدها الكبيرة ماركة (شانيل) التي تحبها كثيرا وحافظت عليها لأكثر من ربع قرن. فهي تؤمن بضرورة الابتعاد عن التبذير والغرور. فقد ظهرت بنفس الحقيبة في صورة تجمعها بالرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون ووزير خارجية بريطانيا إدوارد هيث، وبدت الملكة في صورة ثانية تجمعها بالرئيس الأميركي كلينتون (أواخر التسعينيات) وهي تحمل الحقيبة نفسها.
ولعل السيدات العربيات يعزفن عن الموضة، ويحتفظن بحقائبهن القديمة، وينصرفن عن الثقافة، ولا يسعين للبحث عن تفسيرات معقدة في الحياة لتطول أعمارهن على عمل صالح.. وإلا سيصبحن كالدمى!
rogaia143 @hotmail.Com www.rogaia.net