تقول بعض أدبيات التعليم العالي إن العدد المثالي من الجامعات في أي بلد يتحدد بقسمة عدد السكان على نصف مليون (أي جامعة لكل نصف مليون مواطن). هذا يعني أننا في عهد الملك عبدالله -رجل التعليم العالي الأول- أصبحنا اليوم نقترب من تحقيق العدد الأمثل من الجامعات. هذا في الجانب الكمي للتعليم العالي، أما في الجانب النوعي للتعليم العالي فها هو مليكنا حفظه الله يقدم لنا اليوم أنموذجاً رائعاً لجامعة ستكون بإذن الله درة بين الجامعات العالمية. ونحن لا نقول ذلك تخميناً أو رجماً بالغيب، فالبنى التحتية المتكاملة والعصرية لهذه الجامعة الواعدة سوف تؤهلها لكي تقدم برامج تعليمية جامعية ثرية وإبداعية: كما أن الرؤية المستقبلية التي حددها الملك عبدالله شخصياً لهذه الجامعة ستمكنها من توجيه الطاقة البحثية والفكرية لأعضاء هيئة التدريس بها نحو خدمة احتياجات بلادنا التنموية من تحلية مياه وتقنيات معلوماتية وحاسوبية وهندسية. هذه الجامعة الوليدة والطموحة ستخرج من شرنقة المحلية لتفتح أبوابها ومختبراتها وقاعاتها الدراسية لكل المبدعين أصحاب الخبرات والإنجازات العلمية المشرفة في جهات الأرض الأربع. وهذا في النهاية سوف يسجل بمشية الله لبلادنا حضوراً عالمياً مشرفاً وبارزاً في صناعة خير ورفاهية الإنسانية.
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كوستا) تأتي تجسيداً لتطلعات وأحلام الملك عبدالله، وعندما يكون التعليم العالي في بؤرة اهتمامات وطموحات الرجل الذي يقف على قمة هرمنا السياسي فهذا يعني بالضرورة أننا نسلك الطريق الصحيح نحو الرقي والتميز والتنمية الوطنية المستدامة الحقيقية. فالتعليم العالي ذو الجودة النوعية العالية هو اليوم الخيار التنموي الوحيد لأي أمة تبحث عن مكان مرموق لها تحت الشمس، ومن يعرف خياراً بديلاً نحو تحقيق التنمية المستدامة خلاف التعليم العالي فليتفضل بإخبارنا.