لا يمكن أن نتخيل رجلا خارج كوكب العرب يحمل حرف الدال أن يتولى منصبا سياسيا أو إداريا أو قياديا, على اعتبار أن حرف الدال يوجه صاحبه باتجاه أكاديمي نحو البحث العلمي أو التدريس في الجامعات أو العمل في مراكز الأبحاث فحرف الدال يعني (درجة الفلسفة) في العلم الذي تخصص فيه الشخص، كالتربية أو علم النفس أو الفيزياء...
أما في كوكب العرب فالطاولة مقلوبة, حيث يوجه الدال صاحبه فورا لتولي أي منصب إداري بدون أية معاناة، وهناك هجرات من الجامعات باتجاه المناصب الإدارية وترك مجالات الدال الفلسفية الذي أهله له مساره العلمي الذي أخذ منه سنوات طويلة من الدراسة.
هل كل (دال) يستطيع إدارة وزارة؟! أو إدارة مستشفى؟! أو حتى مدير تنفيذي لمؤسسة!! لا يمكن ذلك، وليس في الأمر مجال (يمكن ولا يمكن) و(بحسب أو غير حسب)، و(القيادة بالفطرة أو بالممارسة)، هذا الكلام غير صحيح عندما نضع الإدارة (مهنة) مثل بقية المهن، كالطب مثلا,فالطبيب لا يكون طبيبا إلا عندما يقضي سنوات في دراسة الطب، أما حال الإدارة فالوضع مختلف..
أي (دال) أو حتى غير (دال) يمكن أن يكون قياديا بالترشيح الشخصي.
إذا كان هذا هو الحال، فأين يذهب خريجو التخصصات الإدارية بمساراتها المختلفة؟؟ ويكبر السؤال عندما لا نرى هذه الفكرة واضحة في أذهان أصحاب القرار في ديوان الخدمة المدنية وهيئة الخبراء ورؤساء مجالس الإدارة في المؤسسات الأهلية.
الذي نعرفه أن أصحاب القرار في أمريكا سنوا قانونا رسميا لا يسمح بحرف الدال بأن يتولى أي منصب بما في ذلك منصب رئيس الدولة ، ليس تهوينا من قدره، وإنما لأن الإدارة ليست مكانه (الإدارة للإداريين)، فمكانه في المؤسسات الأكاديمية تقديرا له ومعرفة بدوره العلمي.
Ra99ja@yahoo.com