ما يجري في مدينة القدس على يد سلطات الاحتلال أمر خطير وينبئ بأحداث عنف مستعرة في الأراضي المحتلة. فسلطات الاحتلال تقوم بمحاصرة المسجد الأقصى المبارك وتواصل احتجاز أكثر من مائتي معتكف داخله وبصدد السماح للمتطرفين اليهود باقتحام ساحات المسجد الأقصى لأداء طقوس تلمودية بمناسبة ما يسمى عيد العرش اليهودي.
هذه الممارسات الاستفزازية من قبل سلطات الاحتلال تؤكد بأن الكيان الإسرائيلي لا يرغب سوى في خلق الصدامات مع الفلسطينيين واستفزاز مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم. وبالتالي، كيف يمكن الحديث عن سلام في المنطقة والطرف الإسرائيلي لا يرغب به أصلا، وإلا لكان هيأ الأجواء المناسبة له، لا أن يتفنن في خلق العقبات وشحن النفوس وقطع كل أمل في السلام.
وليس من المستبعد اندلاع انتفاضة ثالثة قد توحد الفلسطينيين في مواجهة العدو المتربص بهم، من أجل وضع حد للطغيان الإسرائيلي وخاصة في ظل وجود إحباط عام نتيجة تأجيل عرض تقرير غولدستون على الأمم المتحدة، ذلك التقرير الذي يوثق جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ضد المدنيين العزل. ويخطئ من يظن أن الفلسطينيين أضعف من أن يجابهوا الطغيان الإسرائيلي، فقد أثبتوا طوال تاريخ الصراع بأنهم وعلى الرغم من افتقارهم للسلاح والعتاد فإنهم أثبتوا للعالم كله أنهم أصحاب حق، وأنهم شعب لا يمكن أن يمحى وقضيتهم ستبقى حتى نيل الحقوق كلها.
وعلى الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أن تمارس ضغوطا أكبر على إسرائيل إن كانت تريد أن تحل الصراع بالطرق التفاوضية. وإلا فإن العرب لن يمدوا أيديهم إلا الأبد، ومبادرة السلام لن ظل تظل مطروحة على الطاولة إلى أمد غير مسمى، كما أكد ذلك في وقت سابق خادم الحرمين الشريفين.