Al Jazirah NewsPaper Monday  05/10/2009 G Issue 13521
الأثنين 16 شوال 1430   العدد  13521
مليارا ريال تكاليف تمويل البرامج والمشروعات الإنسانية التي نفذتها حملات الإغاثة السعودية
د. الحارثي: المملكة بقيادة ملك الإنسانية حققت المركز الأول عالمياً في دعم الدول المتضررة

 

(الجزيرة) - الرياض:

بدأت صباح أمس الأحد أعمال الندوة الدولية عن إدارة الكوارث التي تنظمها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتيننتال بورقة عمل قدمها معالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الدكتور ساعد العرابي الحارثي رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية، بعنوان (الاستجابة السريعة لمملكة الإنسانية في التعامل مع الكوارث والأزمات الإنسانية).

واستهل معالي الدكتور الحارثي ورقة العمل بالتأكيد أن المملكة العربية السعودية دأبت منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ملك المملكة العربية السعودية - رحمه الله - على مد يد العون والمساعدة لإغاثة الشعوب المنكوبة؛ إيماناً منها بأنه واجب ديني يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف والهدي النبوي الشريف؛ فظلت المملكة تلتمس معاناة المنكوبين وآلام المحتاجين في مختلف أنحاء العالم فتهب كالعهد بها لمساعدتهم ومد يدها الحانية إليهم بالدعم السخي والعطاء اللا محدود؛ انطلاقاً من دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي. ولقد اتخذت وسائل وأساليب نقل تلك المساعدات أشكالاً متعددة، وآليات متنوعة للوصول إلى المناطق المتضررة، متميزةً بحرصها الشديد على تسليم المواد الإغاثية إلى المستفيدين منها مباشرة وبأسرع وقت ممكن لإنقاذ المتضررين والمساهمة في التخفيف من معاناتهم.

وأوضح معاليه أن الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية من خلال اللجان والحملات الإغاثية المختلفة التي تم تأسيسها تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لتنفيذ برامج المساعدات السعودية تؤكد على توثيق الروابط مع الأشقاء في كل مكان، وليست لها دوافع أو أهداف خارج النشاط الإنساني الفعال الذي تميزت به دولياً باعتبارها دولة سباقة، وتقف على رأس الدول المانحة.

وأشار معاليه إلى أن المملكة بقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حققت المركز الأول عالمياً في دعم الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وفقر وحروب دون التمييز؛ مما أكسبها سمعة عالمية لشفافية ما تقدمه من دون شروط أو امتنان.

وسلط معالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الضوء على منجزات اللجان والحملات الإغاثية السعودية في فلسطين، أو العراق، ودول شرق آسيا المتضررة من الزلازل والمد البحري، ولبنان، وباكستان، وأفغانستان، موضحاً أن إجمالي تكاليف تمويل البرامج والمشروعات الإنسانية التي نفذتها اللجان والحملات الإغاثية السعودية، والتي تجاوزت أكثر من 145 برنامجاً إنسانياً ومشروعاً إغاثياً، بلغت ملياراً وتسعمائة وأربعة وستين مليوناً وأربعة عشر ألفاً ومئتين وثمانية وتسعين ريالاً، مشيراً إلى أنها تمثل التبرعات الشعبية وليست الحكومية. كما أوضح أن تلك اللجان ما زالت تواصل أعمالها وبرامجها في الدول المتضررة بنسبة إنجاز وصلت إلى 85 في المئة.

الجلسة الأولى

وتواصلت أعمال الجلسة العلمية الأولى التي يترأسها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن هيجان عضو مجلس الشورى بورقة بريطانية قدمها الجنرال ميشيل شارلتون ويدي، حيث قال: إن الكوارث ليس لها وقت وزمان، وأحياناً يكون التاريخ فيه شيء من الغرابة؛ فقد وضعنا قانوناً للحماية المدنية في عام 98م وإلى القرن العشرين فيما يتعلق بالحماية المدنية أن تكون أكثر شيوعاً؛ لأن هناك ملايين البشر أصيبوا في العديد من الكوارث.

وأضاف أنه في ظل هذا العالم المتسارع وأنه ليس هناك مخزون من المعلومات فإن الحياة أكثر تعقيداً، مشيراً إلى أنه تم تغطية هذه الفجوة بعملية التدريب في إدارة الطوارئ من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي.

بعد ذلك ألقى الدكتور حسين عزيز صالح ورقته بعنوان (الاستراتيجية العملية المبنية على البحث العلمي والتطوير والابتكار لإدارة الكوارث وتأمين خطط عمل مواجهتها والتخفيف من آثارها في البلدان العربية)، وتشير أدبيات إدارة الكوارث في القرن الواحد والعشرين إلى غياب مخزون معرفي ومناهج بحثية ومعايير منطقية وتقنيات متطورة يمكن استخدامها في المقارنات وقياس الأداء للكوارث وتحديد الفجوات المهارية والمعرفية, وخاصة في البلدان العربية التي تعاني من تدن في مستوى النمو التكنولوجي وضعف نشاطات البحث العلمي والتطوير التقاني في مجال إدارة الكوارث. ترتكز المعالجة المثالية لإدارة الكوارث على كل من مجتمعي المعلومات والمعرفة ودور الآليات المتطورة كالمقارنات التطويرية الإلكترونية للأداء بالأساليب الرقمية حيث تساعد هذه المقارنات أصحاب القرار في إدارة الكارثة على الفهم الدقيق للعلاقات بين الأسباب والنتائج، والتمييز بين الأهداف الاستراتيجية والأهداف الفرعية وقياس وتحليل الفجوة في الأداء بين النموذج المثالي والأداء المحلي للكارثة.. إلخ. تشمل آليات المعرفة في إدارة الكوارث مبادئ وأساليب متعددة ومتنوعة مبنية على البحث العلمي كمبدأ التجربة والخطأ, ومبدأ ردود الفعل, ومبدأ المحاكاة والنمذجة.. إلخ. أيضاً تعتمد هذه الآليات على مقياس محدد للأداء بمعايير مبنية على منهج إلكتروني لاختبار أسلوب معالجة الكوارث وتحديد مجالات التحسينات والتطويرات.بعد ذلك ألقى العميد علي بن عطا القثامي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية ورقة بعنوان (استراتيجية إدارة الكوارث في المملكة العربية السعودية)، وقال: نحن في المملكة لا نتعرض للكوارث وعرف الكوارث بأنها حادث مفاجئ يهدد المصالح الوطنية ويخل بالتوازن الطبيعي وينتج عنه العديد من الإصابات تشارك لمواجهته العديد من الأجهزة.

وقال: قاعدة البيانات الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث وضعت معايير لهذا الأمر بأن أكثر من عشر حالات وفاة والإعلان عن ضرر 100 شخص والإعلان في حالة الطوارئ من قبل الحكومة أو الجهة ذات الصلة وبناء على طلب من الحكومة الوطنية للحصول على المساعدة الدولية. ثم بدأت المداخلات من الدكتور محمد رقية مستشار وزير الاتصالات والتقنيات في سوريا عن دور التقنيات الفضائية في الخطة الموضوعة وكيف يتم الاستفادة منها.

وأجاب الجنرال بأن التنبؤ نما بمثل هذه الكوارث، وأضاف: طبعاً لما حصل تحكم كبير جداً في هذه التقنية واستخداماتها في التنبؤ بالطوارئ صارت تعطينا فرصة كبيرة جداً في وسائل الاتصال باستخدام تقنيات فضائية ويمكن أن نستخدم تقنية الاستشعار عن بعد، وطبعاً تعاملنا مع كل بنياتنا التحتية يأتي بشكل مؤتمت من خلال هذه التقنية، وأيضاً هي وسيلة دقيقة جداً، كما أن الjas يستخدم بشكل كبير إذا وضعنا جانباً كبيراً في استخدام الطوافات أو الحوامات.

وتساءلت مشاركة في الندوة عن مدى وجود اتفاقية وشراكة دائمة وتعاون بين منظمة المؤتمر الإسلامي واللجان الشعبية السعودية، فقال مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد الحارثي إن هناك تعاوناً وثيقاً ودائماً، ونحن نتعاون مع المنظمة وبخاصة في شأن الأيتام الذين ترعاهم المنظمة، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً مبدئياً مع المنظمة، وكانت الفكرة كما يبدو قد نشأت ما بين اللجنة السعودية وبين المنظمة بتعاون كبير، أما فيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن التعاون الدولي ففي الحقيقة الكوارث ليست دائمة ونرجو أن لا تكون هناك كارثة لا إنسانية ولا طبيعية، ولكن كل كارثة تعامل في ساعتها ووقتها فينشأ لها كيان أو حملة ويطلب التبرع لهذه اللجنة. وفيما يتعلق بالتعاون الحكومي فهو أمر منشور وموثق ومكتوب وهناك تعاون كبير جداً بين منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها وما بين الدولة بكل ما يسهم ويساعد في التقليل من مخاطر هذه الكارثة التي تحدث في العالم.

وفي مداخلة من الدكتور طه عثمان الفرا من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، نوه بالاستراتيجية السعودية بوجه عام وخاصة الاستراتيجية الإغاثية وأخذ مثلاً من قطاع غزة (هذا القطاع هو أكبر سجن موجود في العالم من حيث عدد النزلاء والمساحة، وبادرت وسارعت المملكة في مساعدة هؤلاء الذين تمطر سماؤهم رصاصاً وتربتهم مسمدة باليورانيوم والفسفور الأبيض ومزروعة بألغام بعضها قد تفجرت وبعضها لا يزال ينتظر من يفجره من الأبرياء).

وقال الدكتور ساعد الحارثي: هناك صعوبات في أي عمل إغاثي كبيرة وكثيرة ولكن بالعزيمة والجهد والتخطيط يمكن التغلب عليها وفي غزة كان من أهم المشكلات التي واجهت الحملة هو إيصال هذه المساعدات إلى داخل غزة نتيجة الظروف التي كلنا نعرفها وأحمد الله أنه بالتنسيق مع المنظمات الدولية كانت المملكة أول دولة من دخل غزة أثناء الحرب من خلال الأطباء الدوليين ولذلك لم نستطع مباشرة الدخول في مثل هذه القضية قضية غزة فنلجأ بالاستعانة بالمنظمات الدولية التي تسهم في ذلك كثيراً؛ وبالتالي استطعنا الوصول إلى داخل غزة بكل المساعدات التي قدمت، سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق المنظمات الدولية.

الجلسة الثانية

في بداية الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور علي الغامدي وكيل جامعة الملك سعود للبحث العلمي والتي كانت بعنوان (دور التقنيات الحديثة في إدارة الكوارث)، قدم حسام يوسف عز الدين رئيس وحدة التخطيط بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية ورقة بعنوان (دور إدارة المعرفة والذكاء الاصطناعي في زيادة فاعلية منظمات الإغاثة)، والورقة الثانية التي تحدث فيها رومانو لامبارتي من شركة سيسجيو الإيطالية لتحديث نظم السكك الحديدية، كانت بعنوان (دراسة خطوط السكك الحديدية من منظور جديد من خلال النظام الآلي لمراقبة التشوهات التي تحدث فيها واكتشافها)، وفي الورقة الثالثة تحدث الأستاذ الدكتور دانييل دالا جستين أستاذ كلية الهندسة والمصادر الصناعية بالولايات المتحدة الأمريكية، عن (التخطيط للكوارث.. الجاهزية غير المتوقعة) وقد تحدث عن أهمية التدريب والعمل على مشاركة أفراد المجتمع .

الجلسة الثالثة

تعرضت الجلسة الثالثة من أعمال الندوة، والتي ترأسها اللواء الدكتور فهد أحمد الشعلان، إلى عدد من أسس ومتطلبات إدارة الكوارث، وتبدأ بورقة بعنوان زلزالية غرب وجنوب غرب المملكة وعلاقتها بعمليات الاتساع الحركية المصاحبة لنشأة وتطور البحر الأحمر, للأستاذ الدكتور طلال علي مختار أستاذ الجيوفيزياء بكلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز تليها ورقة بعنوان استراتيجية الجيولوجيا الهندسية لتخفيف الكارثة وفق اشتراطات إعادة التأهيل والبناء لمدينة جازان للمهندس محمد فؤاد باعامر من الهيئة السعودية للمساحة والجيولوجيا.وعرض مشاركون من كل من بنجلادش ومصر والمملكة العربية السعودية خلال جلسة ملامح من الاستراتيجيات المعتمدة لإدارة الكوارث، بينما قدم المقدم عبدالله محمد القرني من منسوبي المديرية العامة للدفاع المدني تقييماً لبرامج مرحلة الاستعداد لإدارة الكوارث في المملكة العربية السعودية.

الجلسة الرابعة

في السياق ذاته تواصلت أعمال الجلسة الرابعة بأربع أوراق بحثية بدأها سعيد محمد غنام من منسوبي الهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة، بورقة بعنوان ضغوط العمل تهدد سلامة الطيران.

الجلسة الخامسة

تحت عنوان دور التقنيات الحديثة في إدارة الكوارث ترأس الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الشهري أعمال الجلسة الخامسة للندوة، وتتضمن أربع أوراق لباحثين من تركيا والجزائر ونيبال والسعودية ومصر، منها ورقة بعنوان الحلول الهندسية لمواجهة كوارث السيول للمهندس خلف بن دغار الدلجي مدير إدارة تصميم الطرق وتصريف السيول بالمملكة.

الجلسة السادسة

ناقشت الجلسة السادسة من أعمال الندوة نماذج من الكوارث ودور التقنيات الحديثة في إدارتها من خلال خمس أوراق لباحثين من مصر واليمن والسعودية، حيث تبدأ بورقة بعنوان المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية وكيفية التعامل معها بطرق متطورة للأستاذة الدكتورة إيمان عطية رئيس قسم الهندسة المعمارية بجامعة المنوفية في مصر، ثم ورقة بعنوان تقييم المخاطر الأرضية باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد للدكتور محمد صالح جح جح عميد مركز التعليم عن بعد باليمن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد