تصدرت متطلبات إصلاح وتحديث وتطوير التعليم أولويات خطط ومشروعات التنمية، وحدث تحول جوهري في مفاهيم ومناهج وبنيات التعليم الأساسية، وفتحت مبادرات وإصلاحات خادم الحرمين الشريفين الرائدة آفاقاً جديدة لإرساء دعائم ثقافة جديدة مفرداتها عصرية ومتطورة وطموحة للغاية في تطلعها للمنافسة على مكتسبات العصر العلمية والتقنية والحضارية، مفردات تتحدث عن مجتمع المعرفة واقتصاد المعرفة والمدن الذكية والشراكة مع القطاع الخاص في جهود البحث العلمي والتدريب ومراكز البحث والتطوير.
ونجحت الجامعات السعودية في اللحاق بركب التطوير والتحديث ومواكبة التطورات العالمية في مجال التعليم الجامعي والدخول بثقة إلى حلبة المنافسة العالمية لتنال مراكز متقدمة في تصنيف (ويب ماتركس) و(أمتايمز) و(شنغهاي) للجامعات العالمية. وتواصل وزارة التعليم العالي برامجها وخططها الحديثة للدفع بعمليات التطوير في الجامعات، خصوصاً مجالات الجودة والمهارات، على أساس أن التطوير والتحديث في التعليم الجامعي عملية مستمرة لا تتوقف وليس لها حدود.
وقد استجابت الجامعات السعودية لهذا التحدي، وهي تبذل جهوداً جادة للاستفادة من كل الإمكانات الكبيرة التي أتيحت لها لتحقيق التميز العلمي الذي تطمح إليه الوزارة وتعمل من أجله.
وشهد مجال البحث العلمي في الجامعات السعودية نقلة هائلة في السنوات الأخيرة بفضل الله ثم بفعل السياسات التحفيزية التي تبنتها الوزارة حيث تم إنشاء مراكز للتميز البحثي في الجامعات ودعم إنشاء كراسي البحث وإقرار الحوافز الإضافية لكوادر أعضاء هيئات التدريس بالجامعات والتي اشتملت على مكافآت مجزية للأساتذة الذين يحصلون على جوائز علمية محلية أو إقليمية أو دولية أو براءات اختراع، بالإضافة إلى تقديم مكافآت خاصة لدعم وتشجيع التخصصات العلمية النادرة.
وتشترك كثير من الجامعات السعودية اليوم مع جامعات عالمية مرموقة في اهتمامها بأبحاث التقنيات المتقدمة، وخصوصاً تقنيات النانو. ويدعم هذا التوجه الجديد في مسارات التعليم العالي في المملكة إنجازات الطفرة الهائلة التي حدثت في بنيات التعليم العالي، متمثلة في منظومة الجامعات الجديدة التي باتت تغطي جميع مناطق المملكة، وقد جاءت هذه الطفرة وهذا التوسع الأفقي والرأسي في مؤسسات التعليم العالي استجابة لمتطلبات التنمية المستقبلية وجهود توطين التعليم العالي وتطويره وفق الرؤية الجديدة التي تدعو لإعادة توجيه النظام التعليمي بكامله نحو التخصصات العلمية التطبيقية والعلوم العصرية المواكبة للتطور التقني السريع وأساليب العمل الحديثة وتلبية احتياجات سوق العمل.