Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
نوافذ
الدراما
أميمة الخميس

 

بعد الطوفان الدرامي المحلي الذي ازدحمت به الشاشة في رمضان الماضي (بشكل لم يسبق له مثيل )كانت ردود فعل النقد والتلقي من المشاهد المحلي في غالبيتها، تنحصر بأمرين:

- الرفض للمحتوى النقدي المستفز لبعض الأعمال.

- الامتعاض من كون تلك الأعمال الدرامية من الممكن أن تعكس واجهة سيئة عن المكان وأهله بتسليط الضوء على العيوب وتضخيمها.

والمفارقة هنا لم يناقش إلا في النادر وفي سياق محدود الشرط الدرامي والجودة الفنية لتلك الأعمال، لم نر النقاش يتطرق إلى ضعف المحتوى، وغياب المعالجة الدرامية الناجحة، والسيناريو الفاقد للتماسك وحسن إدارة الشخصيات، مع بدائية الصنعة التقنية من صوت وضوء وحركة كاميرا، وشح في الإنتاج.

وأعتقد برأيي أن هذا جزء من المأزق الذي تعانيه الدراما المحلية..

ففي البداية لا يوجد أكاديميات ومؤسسات فنية مختصة تعنى بتدريب وتأهيل طواقم العمل الفني وبالتالي تخريج دفعات قادرة على القيام بنهضة فنية حضارية تسعى إلى تحقيق فن راق وملتزم وبحمولة فنية سامية. إضافة إلى خلو الإرث الثقافي المحلي من الفعل الدرامي، لربما جغرافية المكان كانت تمنع الاستقرار وتكوين بؤر حضارية دائمة، فالحياة المتنقلة التي كان يعيشها الصحراوي كانت تحصر فعله الفني بأبيات القصيدة، فعبر التاريخ ظل المسرح على حدود الصحراء ولم يدخلها، ومن هناك أصبحت الدراما هي من الفنون الطارئة على المكان والتي ترتبط دوما بالغريب المختلف.

جميع هذا خلق جواً من الرفض المستريب المتوجس من الفعل الدرامي، وبالتالي أنزل حجاب سميك دون مستحثات النمو والازدهار والضوء الذي يصب في تربة تلك الأعمال ، فولدت أعمال خداج تعاني من حالة قصور بل وضمور في كثير من تفاصيلها.

وأعتقد أن محاكمة تلك الأعمال بمعيار أخلاقي، أو محاسبتها على كونها نشرة أخبار تتبع الأخبار السيئة للمكان جزء من إشكالية الدراما المحلية، ويندرج في قائمة التحديات الطويلة للعاملين في ميدان الدراما، ابتدأ من تكون النص كفكرة في ذهن الكاتب إلى تبلوره في صيغه نهائية كمشاهد متتابعة على الشاشة يقطعها إعلانات مدفوعة الثمن.

لابد أن ننسى الأنا المحلية المتفخمة المتورمة عند مناقشة الأعمال الدرامية، فهل نحن شعب ملائكي لا يأتينا الباطل سواء من بين يدينا أو خلفنا ؟ فالدراما هي أحد أشكال الحياة أو تجليات أطيافها المتعددة وليست نشرة أخبار منمقة مهذبة في قناة رسمية.

وأن كنا نحرص على تقديم واجهة حضارية حقيقية للمكان فهذا يكون عبر دراما متفوقة ناجحة متكاملة الشروط والأركان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد