Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
بحضور عدد كبير من القيادات الرسمية ورموز الأديان في العالم
افتتاح مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات

 

جنيف - واس:

برعاية فخامة رئيس الاتحاد السويسري هانس رودلف ميرز افتتح في جنيف أمس مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات وآثرها في إشاعة القيم الإنسانية الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي.

وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة المشاركين ألقاها الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور صامويل كوبيا هنأ في مستهلها المسلمين بعيد الفطر المبارك مثمنا مشاركة الجميع في المؤتمر الذي يجمع ويؤلف بين الناس. وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمبادرته للحوار وسعيه لنشر قيم التسامح والتعاون بعيدا عن الاختلاف والتنازع.

وتحدث عن مجلس الكنائس العالمي بصفته ممثلا للعديد من الكنائس حول العالم مؤكدا إدراك مجلس الكنائس لأهمية الحوار بين الكنائس وكذلك مع أتباع الأديان الأخرى والثقافات وتبادل وجهات النظر لتوحيد وجهات النظر. كما أكد إيمانه بضرورة مشاركة الحوار مع الآخرين وتطبيق المبادئ المشتركة والتفاهم انطلاقا من إيمان بالإنسانية وخيرها والسلام والمحبة للجميع.

وقال: (إن الحوار يقوم على التفاهم المشترك حيث إن كل مشارك يعترف بإخلاص الأخر واحترام ما لديه من رؤى وأفكار وثقافة). وشدد على ضرورة الحوار الذي يعنى بالاحترام للاختلاف من مبدأ أن لدى كل شيئا يقدمه مما يقوم على قيم إنسانية مشتركة بين الجميع وعلى تفاهم صادق فلابد من الاعتراف بالفروقات والاختلافات التي هي ليست حتما تؤدي لصراع حضاري.

وأضاف: (عندما ندخل الحوار بصدق يصبح الاختلاف مصدرا للإثمار، فجميع الأديان تعنى بالحياة الإنسانية الكريمة وهو يفرض واجبا معاملة الآخر كما يجب أن يعاملونا، فالحوار طريق لعلاقات أفضل بين بعضنا البعض.. إننا نجدد الدعوة لكرامة الإنسان وحفظ البيئة وتجنب الحروب ولاسيما الصراعات).

وجدد ترحيبه بمبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته للحوار البناء بين أتباع جميع الأديان والحضارات والسعي لإشاعة العدالة والسلام والتفاهم مؤكدا أن الاختلافات ينبغي أن لا تؤدي للمواجهة لأن ما يجمع ويوحد هو أكثر مما يفرق. ودعا الله أن يبارك هذا اللقاء ويوفق الجميع.

بعد ذلك ألقت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافانثيم بيلاي كلمة شكرت فيها رابطة العالم الإسلامي على تنظيم هذا المؤتمر ودعوة المفوضية السامية للمشاركة بما يسهم في تعزيز القيم الإنسانية عالميا.

ورحبت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي انطلقت من المملكة العربية السعودية وقالت: (إن هذه المبادرة تتيح لنا الفرصة للحوار بهدف التثقيف وتأمين المزيد من التفاهم بين الأديان.. فالقيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان والحياة بكرامة تشكل الأساس في جميع الأديان وهذه القيم الأساسية موجودة في جميع الكتب السماوية المقدسة لجميع الأديان).

ورأت أن المبادئ الأساسية مشتركة بين جميع البشر حاثة المشاركين في المؤتمر على تناول مسألة معالجة موضوع التمييز بين الناس على أساس الدين أو الإثني أو الرأي وغيرها من أسباب التمييز نظرا لأنها من أسباب النزاعات والتوترات.

ولفتت إلى أنه رغم القيم المشتركة بين الشعوب فإنه مازال هناك الكثير من الشك والجهل وسوء الفهم وعدم التسامح بين الناس مما يخالف القيم الإنسانية المشتركة ويولد انقسامات مصطنعة.. معربة عن الأمل أن يسهم هذا المؤتمر في معالجة جوانب من ذلك.

وتمنت التوفيق والنجاح للمؤتمر الذي وصفته بأنه مبادرة خيرة نابعة من إنسانية عالية وإسهام في تعزيز التعايش المنسجم بما يفتح المجال لمشاركة المجتمع المدني ويعزز التعاون والصداقة بين الأمم.

بعدها ألقى معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية الدكتور بندر العيبان كلمة المملكة في مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات في إشاعة قيم الإنسانية نقل خلالها تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة المملكة العربية السعودية لهذا التجمع في هذا المؤتمر العالمي الذي وصفه بأنه فرصة لتمتين أسس وأواصر التواصل بين ممثلي مختلف المعتقدات والثقافات، وتشجيع الحوار بينهم، وترسيخ التعاون الدولي بهدف تحقيق الأمن والتعايش السلمي لمجتمعاتنا.

وأكد أن مسألة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة تحظى بأهمية بالغة ومكانة متميزة لدى خادم الحرمين الشريفين كونها نموذجا لثقافتنا الإسلامية الثرية وموروث حضاري زاخر، وإيماناً منه حفظه الله بالأهمية القصوى التي يكتسبها هذا الموضوع في عالم اليوم الذي يعيش في ظل أجواء ملبدة بغيوم من التوتر، واتساع دائرة التحديات التي تواجه البشرية، وإدراكاً منه لخطورة مظاهر التعصب العقائدي والعرقي، وما يصاحبها من مظاهر العنف ورفض الآخر.. مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان قد أوضح في كلمة له أن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة، وسالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم.

وقال الدكتور العيبان: (إن الظلم وغياب العدل يتنافى مع قيم الإنسان ومثله العليا في السعي لتحقيق الأمن والسلام، وصور انتشار الظلم متعددة في العالم ومن أبرزها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان واحتلال وغياب لأبسط حقوق الإنسان مما يتعارض مع أبسط القيم الإنسانية، ويدفع بالمنطقة إلى مزيد من العنف والابتعاد عن السلام العادل).

وبين أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين جاءت بعد تعاظم ظاهرة القلق من العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين - لتشكل حدثاً من أهم الأحداث التاريخية التي يشهدها العالم المعاصر، لأنها تهدف لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها، وترسم صورة جديدة للفكر البشري في العالم نحو التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها.

واقتبس الدكتور العيبان قاعدة أعلنها خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر العالمي للحوار في مدريد بقوله:(إننا جميعاً نؤمن بربٍ واحدٍ، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم ولو شاء لجمع البشر على دين واحد، ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم).

وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أن خادم الحرمين الشريفين قرن الأقوال بالأفعال من خلال إيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الديانات لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها والعمل على حل الاختلافات والخلافات بروح الإنسانية بعيدة عن التعصب والتطرف وبمزيد من التعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة وحماية البشرية مما يتهددها من أخطار تمس مصالح شعوبها وبلدانها، والسعي إلى عالم تسوده قيم العدالة والإنسانية.

وقال الدكتور العيبان: (إن مبادرة الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة لم تكن الأولى في عالم مبادراته الإنسانية. فقد قرن خادم الحرمين الشريفين الأقوال بالأفعال فقدم مبادرته للسلام في الشرق الأوسط التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، ومبادرة الطاقة من أجل الفقراء في يونيو 2008م، وبادرت المملكة حكومة وشعبا بتقديم العون والمساعدة للدول الأشد فقراً، ودعم المنظمات المعنية بمكافحة الفقر على المستوى العالمي، ودعم صناديق الأمم المتحدة الائتمانية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وإسقاط الديون الرسمية عن الدول النامية، ودعم هيئات الإغاثة الدولية في مواجهة الكوارث. وما تلك المبادرات من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة إلا إثراءً لمبدأ المسؤولية المشتركة تجاه حاضر ومستقبل الإنسان، ورسالة من المملكة إلى العالم مفادها أن الحوار الإنساني بين الأديان، والترابط بين الحضارات، والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب، والتحرر من الفقر والجوع والمرض والجهل والمرض والفساد يعد من أولويات حقوق الإنسان.. هذا هو الهدف النبيل الذي سعى ويسعى إليه خادم الحرمين الشريفين من خلال هذه المبادرات، وهو دليل على نهج المملكة الإنساني الذي تأسست عليه إيمانا منها بأن العمل الإنساني ملتقى الحضارات، وجامعها، والمقرب بين الشعوب، وبريد السلام واستقرار العالم، وصمام أمان للمجتمعات).

وركز العيبان على أن مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تسعى لإنهاء النزاعات والحروب والصراعات وبؤر التوتر التي تهدد السلام الإقليمي والعالمي ومواجهة الأزمات الحادة التي تهدد أسس التنمية والاقتصاد العالمي. ورأى أنها المدخل الحقيقي لإزالة الظلم وإقامة سلام عادل ودائم ولتحقيق خير الشعوب على الصعيد الإقليمي والدولي.

وأضاف: (إن هذا هو المنهج الذي تنطلق منه مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية التي تخدم الإنسان بوصفه إنساناً يرفض التمييز بين البشر على أساس العرق أو اللون أو الدين أو المذهب، ويرفض العنف والتطرف والإرهاب لأي سبب أو تحت أي شعار كان، ويواجه الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم وذلك بإقامة التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والتعاون محل التصادم لأجل إسعاد البشرية وتحقيق السلم ولأمن وإعمار الأرض).

وعد افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مؤخرا شاهد جديد على المنهج الذي تنطلق منه مبادرات خادم الحرمين الشريفين وتجسيدا لرؤيته الثاقبة لمستقبل معرفي حضاري عالمي، وتطبيقا عمليا لما يؤمن به ويدعو إليه وهدية منه للعالم، لتكمل هذه الجامع عقد زميلاتها في أنحاء العالم، ولتحتضن الجميع كدار للحكمة، ومنارة للعلم والتسامح، وجسر من جسور التواصل بين الحضارات والشعوب.

وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة على عدة نقاط رئيسة هي أن الحوار يهدف إلى إشاعة السلام ومكافحة ثقافة الكراهية والعنف والإقصاء وأن شرط الحوار الصحيح هو احترام الآخر وحفظ مصالحه وخصوصياته وأن مسئولية إعمار الأرض وإحلال السلام فيها مسئولية مشتركة بين بني البشر.

كما أكد أهمية العدل في التعامل مع القضايا المختلفة وعدم ازدواجية المعايير وأن الديانات السماوية والقيم الأخلاقية النبيلة هي الأساس لتطور الحضارات الإنسانية وقيامها من خلال منجزاتها التراكمية وأن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً فكرياً.

وشدد على أهمية الحوار ومحبة الخير للناس يمهد الطريق لعصر جديد من العلاقات يحل فيها الحوار بدلا من الصراعات والنزاعات والحروب. وجدد رئيس هيئة حقوق الإنسان التأكيد على القواسم الإنسانية المشتركة واستثمارها في كل ما ينمي حضارة الإنسان، ويهيئ لانسجام وسلام عالمي.

وأبرز أهمية استخدام وسائل الإعلام في صياغة برامج عملية تترجم الأهداف والتوصيات إلى برامج قابلة للتنفيذ وللقياس، وخاطب المشاركين في المؤتمر مركزا على مسئوليتهم الكبيرة في تحقيق كل ما من شأنه وضع أرضية مناسبة تساعد على إيجاد مناخٍ ينبذ الكراهية والتمييز والعنف، ويدعو للسلم والعدل والتسامح والتآخي بين الناس.

واستشهد بقول خادم الحرمين الشريفين في دعوته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: (إن حوارنا الذي سيتم بطريقة حضارية كفيل بإحياء القيم السامية، وترسيخها في نفوس الشعوب والأمم، ولا شك -بإذن الله- أن ذلك سوف يمثل انتصاراً باهراً لأحسن ما في الإنسان على أسوأ ما فيه، ويمنح الإنسانية الأمل في مستقبل يسود فيه العدل والأمن والحياة الكريمة على الظلم والخوف والفقر).

ووصف الدكتور بندر العيبان مبادرة خادم الحرمين الشريفين بأنها مبادرة فريدة من نوعها، تحمل بين طيّاتها الكثير من المعاني والرموز القيّمة معبرا عن الأمل في أن يعمل المشاركون في المؤتمر من رجال الدين والعلماء والأكاديميين والخبراء على سبر أغوار هذه المبادرة، ويظهروا آثارها في إشاعة القيم النبيلة، ودورها في إرساء قواعد الحوار وترسيخه بين المجتمعات، وتعزيز التعاون على القواسم المشتركة بين الشعوب والثقافات لكي نفتح صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية في القرن الحادي والعشرين, ضمن حوار ديني ثقافي حضاري مشترك، وعبر عن تفاؤله في أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية تعزز التفاهم والتآخي بين بني البشر.

بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سلسلة الجهود التي تبذلها الرابطة في موضوع الحوار والتي تعطيها أولوية واهتماما خاصا في برامجها وأعمالها استجابة للدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى أتباع الأديان والحضارات والثقافات لمد جسور الحوار فيما بينهم في مجال المشترك الإنساني العام والتعاون في بحث سبل معالجة المشكلات التي تعاني منها شعوب العالم ومواجهة التحديات التي تؤرقها وتهدد أمنها في مختلف المجالات.

وأوضح أن من أبرز جوانب مبادرة خادم الحرمين الشريفين دعوة المجتمعات الإنسانية إلى الاهتمام بالقيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات الإلهية من العدل والتعاون والأمن والاستقرار وأداء الحقوق والواجبات بدءا بحق الله على عباده في عبادته وطاعته وفق ما شرع والحفاظ على الأسرة ومواجهة الصراع بين البشر وتحكيم الأهواء والمصالح والانهماك في الملذات والأهواء بدون ضوابط مشروعة.

وقال: (إن المملكة العربية السعودية منذ تأسست وهي ترعى هذه القيم وتحرص على تطبيقها داخل المملكة وعلى التعاون مع مختلف الشعوب والأمم في الاهتمام بها والدعوة إلى التقيد بها حقا إنسانيا شرعه الله لعباده).

وأبرز معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التجاوب العالمي الذي وجدته مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار على المستويين الرسمي والشعبي تمثل في الأصداء المشجعة للمؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته الرابطة في مدريد كما تمثل في الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة مما يبرز أهمية هذه المبادرة والتعبير عن تأييدها وإشادة المجتمع الدولي بها.

وبين معاليه أن لجنة متابعة قرارات وتوصيات مؤتمر مدريد عقدت اجتماعا لها في النمسا أوصت فيه بتجديد الالتزام بمبادرة خادم الحرمين الشريفين مشيدة بما تضمنته من دعوة مخلصة لاحترام كرامة الإنسان والحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات وأكدوا في الاجتماع أن الترحيب العالمي الذي نالته المبادرة يحملهم مسؤولية العمل المشترك لمتابعتها حتى تكون منطلقا للاهتمام بالقيم الإنسانية وترسيخها في الشعوب.

وأفاد معالي الدكتور عبدالله التركي أن رابطة العالم الإسلامي تتطلع لأن تتحول هذه المبادرة إلى مشروع إنساني يتم تنفيذه من خلال سلسلة من المؤتمرات والندوات والبرامج تشترك في إنجازه الهيئات والشخصيات التي تسعى إلى سعادة الأسرة البشرية وتحرص على إسداء الخير للإنسانية جمعاء دون تمييز وبلورة قيم ومبادئ مشتركة تخدم التعاون والتفاهم بين دول العالم وشعوبه ومنظماته.

وأشاد معاليه بخطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما للعالم الإسلامي الذي ألقاه في جامعة القاهرة وتأييده لمبادرة خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في حوار أتباع الأديان.. ورأى أنه يسهم في تهيئة الأجواء إلى مزيد من التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، ورفع معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- على الرعاية التي حظي بها هذا المؤتمر.

وشكر معاليه سفير ورئيس وفد المملكة الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف على جهوده وتعاونه الدكتور عبدالوهاب عطار وسفير المملكة في سويسرا حازم كركتلي والقنصل العام للمملكة المشرف على إدارة المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف نبيل آل صالح. كما شكر وزارة الثقافة والإعلام على تعاونها وجهودها في هذا المؤتمر العالمي.

إثر ذلك ألقيت كلمة فخامة رئيس الاتحاد السويسري ألقتها المستشارة في الوفد السويسري لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف موريل بيرست عبر فيها عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار في جنيف متمنيا التوفيق والنجاح لأعماله بما يخدم الإنسانية.

وقال: (إن التعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات هو حجر الزاوية في النشاط السويسري حيث أن سويسرا عبر تاريخها قد تعلمت أن لا تعالج المشكلات علانية بل أن تجد حلولا حكيمة من خلال الحوار).

وأضاف: (وهنا نحن نرمي لتحقيق التفاهم بين المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يعيشون في -سويسرا- الملتزمة بالحوار بين أتباع الأديان.. فوزارة الخارجية تؤيد نشاط تحالف الحضارات وهي عضو في مجموعة أصدقاء التحالف). وأشاد فخامته بما يحمله تاريخ الشرق الأوسط من تراث غني وأمثله جميلة على التعايش السلمي بين أتباع الأديان والإثنيات داعيا إلى الاستفادة من ذلك التراث في التعايش بين أتباع الأديان حيث كان اليهود والمسيحيون والمسلمون منذ زمن بعيد يعيشون معا في العديد من البلدان العربية.

وحيا فخامته حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتنظيم هذا المؤتمر العالمي معبرا عن ثقته في أن جميع الجهود الرامية إلى التعاون والتعايش بالغة الأهمية إذ من خلال الحوار المفتوح القائم على الاحترام يمكن تصحيح الأخطاء وسوء الفهم.

ورأى أن حرية التعبير ضرورية في الحوار مشددا على أهمية مشاركة المرأة لدى مناقشة القضايا الثقافية وكذلك الدينية نظرا لأنها جزء من المجتمع.

وأكد مواصلة سويسرا دعمها للمبادرات الرامية إلى تحسين الاحترام المتبادل بين جميع الثقافات والأديان. ورحب باسم الحكومة السويسرية بالمشاركين في المؤتمر الذي يسوده روح من التفاهم والتعايش السلمي بين كل الثقافات والحضارات متمنيا حوارا مثمرا في هذا الملتقى المهم لخير الإنسانية.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية قدم معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي درع الرابطة لفخامة الرئيس السويسري تسلمته نيابة عنه ممثلة فخامته في المؤتمر كما قدم معاليه درعا لسفير المملكة رئيس الوفد الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد