Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
بعض توصيات المؤتمرين الأول والثاني لم تطبق إلى الآن.. وتساؤل عن غياب تكريم الأديبات
مؤتمر الأدباء الثالث يحطم أبراج الأدباء ويناقش تيارات المجتمع ويعزز الوطنية والانتماء وثقافة التسامح

 

«الجزيرة» الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

أبدى عدد من المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي السعودي تفاؤلهم بمؤتمر الأدباء السعوديين الثالث من خلال عنوانه العريض: (الأدب السعودي: قضايا وتيارات) والمحاور الرئيسية له والتي تناقش مفاصل حيوية وحساسة في واقع النسيج الحياتي الإنساني والوطني من منظور أدبي.. متمنين أن يحطم هذا المؤتمر أبراج الأدباء العاجية التي ظلوا مسكونين بها لعقود طويلة دون أن يدخلها غيرهم من خلال انكفائهم على ذواتهم عبر ما يقدمونه من إنتاج أدبي نخبوي بحت.. حيث لاقى عنوان المؤتمر ومحاوره الرئيسة ترحيباً واسعاً على مختلف الأوساط الأدبية والأطياف الثقافية..

ويأتي مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث (27-30- 12-1430هـ-) الذي تنظمه وزرة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية بعد انقطاع امتد قرابة ربع قرن ما بين المؤتمرين؛ الأول الذي نظمته جامعة الملك عبد العزيز في رحاب مكة المكرمة عام 1394هـ- .. والثاني الذي نظمته جامعة أم القرى عام 1419هـ في مكة المكرمة أيضاً..

ويؤمل المشتغلون بقضايا الأدب والثقافة إبداعاً وفكراً ونقداً في استمرارية عقد المؤتمر وانتظام دورية انعقاده خاصة بعد أن أنشئت وكالة الثقافة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام وضمت مختلف الأنشطة الثقافية في الجهات والمؤسسات الرسمية إليها.. مشيدين بحيوية وواقعية المحاور المقرة للمؤتمر الثالث بدءاً بالعنوان العريض له (الأدب السعودي: قضايا وتيارات) حيث شملت المحاور العشرة المقرة قضايا ومفاصل حساسة تتصل بواقع الثقافة الاجتماعية العامة وتنسجم أيضاً مع ما يعيشه الوطن في هذه المرحلة من حراك حضاري مهم وتتناغم والاتجاه الوطني العام نحو تعزيز ثقافة التصالح والتسامح والتعدد والتنوع والقبول.. حيث شملت المحاور الأدب والانتماء الوطني والأدب وثقافة التسامح والأدب ومناهج التعليم والأدب ووسائل الإعلام والأدب والإبداع الإلكتروني والإبداع الجديد والأدب والمؤسسات الثقافية والأدب السعودي المترجم والدراسات النقدية وأدباءنا خارج الحدود..

المؤتمران (الأول والثاني) وتوصيات في طريقها للتطبيق

بعد نحو 35 سنة.. تكشف بيانات أرشيفية لتوصيات المؤتمرين (الأول 1394هـ - والثاني 1490هـ-) أن أبرز ما تم التوصية بشأنه في هذين المؤتمرين لم يتم تطبيقها إلى الآن.. أبرزها توصية المؤتمر الأول بإنشاء مجمع علمي سعودي لخدمة اللغة والعلم والأدب والثقافة والتراث والترجمة وكل ما كتب عن الجزيرة العربية والتراث الإسلامي إلى اللغة العربية ومنها إلى اللغات الحية الأخرى.. وكذلك توصية بمساعدة الجامعات الأجنبية التي تهتم بالدراسات العربية والإسلامية والأدب السعودي وتشجيعها على إنشاء كراسي فيها لمساندة الأدب السعودي وتقديم المساعدات المالية لها.. وتوصية أخرى بأن تكون اللغة العربية مادة أساسية تدرس في جميع الكليات العلمية والنظرية (إحدى الجامعات السعودية تدرس أن تكون اللغة العربية اختيارية وليست إلزامية).. أيضاً توصية تتعلق بأن يكون التدريس في الكليات العلمية باللغة العربية..

أما المؤتمر الثاني.. فقد أوصى بنحو 15 توصية لم يتم تطبيق عدد منها.. أبرزها التوصية بالاستمرار في إقامة مؤتمر الأدباء السعوديين بصفة دورية منتظمة.. وتوصية الاستمرار في تكريم الأدباء تقديراً لجهودهم في الحركة الأدبية ودعم مسيرتها.. وتوصية حول التأكيد على توصية المؤتمر الأول للأدباء السعوديين بإنشاء مجمع للغة العربية في المملكة بوصفها مهد اللغة العربية وموئلاً لتراثها الأدبي ولما تزخر به من طاقات أدبية وعلمية.. وتوصية حول إنشاء موقع على الشبكة الإلكترونية لنشر نماذج من الأعمال الإبداعية والدراسات الأدبية والفكرية للأدباء السعوديين.. والتوصية بإنشاء مركز معلومات عن الأدب والأدباء السعوديين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب باستخدام تقنيات الحاسوب على أسس علمية..

براءة تكريم!!

من أبرز ما تكشفه أرشيفيات المؤتمر الأول وربما أطرفها.. ما يتعلق بالتكريم.. إذ تكشف بعض المصادر عن الأهمية البالغة جداً للتكريم وحرص الأدباء آن ذاك على أن ينال أحدهم تكريماً ما لا سيما عندما يكون التكريم قادما من مؤتمر مهم مثل مؤتمر الأدباء السعوديين.. حيث كان يسمى التكريم (براءة تكريم) ومن يكرم في تلك المناسبة يسمى (الحاصل على براءة تكريم) وقد نال هذا الدرجة العالية نحو 28 أديباً منهم 9 أدباء أموات حينها.. كما كان الأدباء - وفق بعض المصادر- في تلك المرحلة يحرصون كل الحرص على الحصول على (براءة تكريم) بشتى الطرق والأساليب حتى لو تطلب الأمر سلوك بعض المسارات الخاصة..

يشار أيضاً إلى أن المؤتمر الأول لم يكرم المرأة.. في حين كرّم المؤتمر الثاني 11 أديباً بينهم امرأتان..

وهنا يبرز السؤال لماذا؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد