في وقت سابق عرض بيت أمير الشعراء أحمد شوقي في القاهرة للبيع والمسمى (كرمة بن هانئ) وكانت بلادي ممثلة في الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - تنوي شراءه وتحويله ليكون مركز إشعاع ثقافيا تابعا لها في القاهرة، يقدم ثقافتنا إلى القارئ العربي. وفعلاً ذهبت إلى القاهرة ووقفت على الموقع إلا ان وزارة الثقافة المصرية بادرت وتملكت ذلك العقار الذي يقع على كورنيش النيل بالجيزة بالقرب من عمارة (برج الرياض) وبدأت الإصلاحات اللازمة لتحويله إلى متحف ثقافي.
وفي سوريا وجدت دارة لشاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي فحولوها إلى مكتبة ومركز باسمه.
ولبنان أيضاً اهتم بقرية الأخطل الصغير وجبران خليل جبران وأين نخلة.
والمعروف ايضا ان مصر قد حولت منزل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين المعروف باسم (رامتان) إلى متحف ثقافي. و(رامتان) اسم لجبل في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، مما جعل بعض الأدباء في هذا العصر يطلقون عديداً من الأسماء التاريخية على دورهم مثل (دارة ابن حزم) لدى أبو عبدالرحمن بن عقيل، وهناك العديد من الأماكن المشهورة مثل (اليمامة) في الخرج وسوق عكاظ في الطائف و(هجر) و(في الرياض غار المعذر) وباب الغواص في شمال مدينة الرياض،وبيت العثمانية في الحريق جنوب الرياض باسم محسن الهزاني، و(عيون الجوى) في القصيم موطن عنترة العبسي، و(جبل آجا وسلمى) وسط حائل مقر حاتم الطائي، و(ماوان) وهو جبل يقع قرب حوطة بني تميم جنوب الرياض، وحارة (جرول) وهي محلة في مكة المكرمة، وموقع (ثاج) وهي محلة قرب الأحساء على شاطئ الخليج العربي، وكهف (التوباد) وهو جبل في مدينة الأفلاج جنوب مدينة الرياض، شهد قصة غرام قيس وليلى وكذلك (سقيفة بني ساعدة) في المدينة المنورة كانت أمنية أن يقام عليها مكتبة عامة، وكذلك في الأحساء أني قام مكتبات باسم كل من الشاعر علي ابن المقرب والشاعر أحمد أبوعنقا.
وهكذا أصبحت هذه الطريقة أو (الموضة) لدى الكتاب العرب - التي بدأها شوقي وطه حسين في بداية القرن الميلادي الماضي - سبباً لتخليد أسماء دورهم وتحويلها إلى مراكز ثقافية للشباب وطلاب المعرفة والثقافة، تنبض بالحياة وتستقبل طلاب المعرفة الذين يتوافدون على المكتبات والأجنحة الخاصة بتلك الشخصيات الفكرية التي غابت عن دنيانا الحاضرة.
لعل في ذلك تذكيرا للأمة برموزها وتاريخها الفكري والثقافي العريق الذي يكاد أن يدخل في دائرة النسيان!!
محمد بن أحمد الشدي