Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
واسيني.. وسوناتا مسكونة بالثراء..!!
زينب إبراهيم الخضيري

 

الروائي الجزائري واسيني الأعرج اسم يحمل الكثير من الجمال والدهشة والعمق.. يكتب بطريقة المفكر العميق, وتارة أخرى يتحول قلمه إلى ريشة فيرسم كلمات ملونة ذات إحساس عالٍ وشفافية تفوق شفافية البلور, في روايته الغارقة في بياض اللون (سوناتا لأشباح القدس) والتي تفتقت عنها ألوان قزحية تشظت في عمق الروح, تُحرك هذه الرواية شجن غاب بين أشجار الإنسانية, لتجعل التوافق بين الفكر والمشاعر ممكن جداً، رسم واسيني هذه السوناتا بحِرَفية متناهية، وبألوان متضادة جمع في لوحته الألم, الموت, الحب, الحنين, والجمال، أتساءل كيف انسلت ريشته لترسم لنا تابلوه يحكي قصة الحياة بكل ما فيها من انكسار أمام هيبة الموت، إلى ضعف يؤجج الغضب، وحنين إلى الوطن كحد السكين، نصوص تتحدى الجمال ذاته، تعيش بها ومعها، ينقلك من نص في قمة الرقة إلى آخر في قمة العنفوان فلا يعطيك مساحة لتتذوق نصاً جميلاً إلا ويداهمك نص آخر أجمل، أووه ماذا عساي أن أقول إلا أنني تذوقت في هذه الرواية طعم اللغة ولون الحرف، حيث إن بطلة هذه الرواية هي (ميّ) فنانة تشكيلية، أحببتُ أن أطلق عليها إنسانة (مخضبة باللون)، مشاعرها المُرتحلة عبر ألوانها إلى اللانهاية، جَمَعت في شخصيتها الكثير من الأضداد فهي أم حانية، وامرأة جامحة، ابنة عنيدة، كذلك عاشقة ثملة بالحب, هي امرأة مكتنزة بالحكمة والتمرد تبحث عن حريتها بين تفاصيل اللون وذكرى لم يتبق منها إلا خيط رفيع، تتحدث (ميّ) من بلاد المنفى حيث تقف على مرسم الحياة تحمل ألوانها بيد لتلون كل مالا يعجبها, وفي اليد الأخرى تقبض على ريشتها لتخط لون هم امرأة تجردت من حبيب تمثل بالوطن هي من عاشت بثراء اللون واختبأت تحت أقبية الغربة الإجبارية لتصطدم بقانون حق العودة، لترتق ألآمها بذر رماد جثتها في فلسطين. تقول زينب: يمد الزمن لنا يده ككتاب مفتوح إلا أننا وبغفلة من الزمن نغلق صفحات الكتاب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد