Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
تقاطعات
خانتني الذاكرة..!
وضحاء بنت سعيد آل زعير

 

يدرج على ألسنتنا وأقلامنا كثيرا عبارة: (خانتني الذاكرة - خانته ذاكرته) إشارة إلى نسيان معلومة ما أو حدث ما، مرجعين سبب ذلك إلى خيانة الذاكرة صاحبها في وقت حاجته لها!

وتحت هذا الباب من المزاعم والهندسة اللغوية نلقي دائماً العبء والمسؤولية على الطرف الآخر دونما اعتبار له في السابق. هل كان من الأجدى لصاحب الذاكرة المهملة أن يعتني بها، ويحفزها بتدريبها على مهارات الحفظ والاسترجاع بدلا من نعتها بالخيانة؟!

هل كان لزاما على تلك الذاكرة المغلوبة على أمرها أن تشقى بصاحب مهمل تقلّبه صوارف الزمن، وتعبث في ذهنه لتتركه خاملا ميتا؟!

القياس يشمل كل أداة وظيفية تحتاج إلى عناية ومداراة ومتابعة، فالتعبير والكلمات والقدرات اللغوية للفرد كلها تتحد في صفة الخيانة! فكيف يحق لها وقت حاجته إليها أن تتلكأ في إجابة سيدها دون أن تسعفه بما يريد؟!

هذه العبارة اللغوية تجسد لنا صورة الاتكالية الموجودة لدى فئة كبيرة تظن أن ركن الأشياء دونما اهتمام سيحفظها له حتى وقت حاجته إليها، دون أن يجهد نفسه من أجلها. كما تعزز الصورة الملائكية للفرد ذاته؛ فهاهو يخلي يديه مما ارتكب من فعل الإهمال، مفتشا - كعادته - عن أقرب ملام غيره.

هكذا كثير منا .. مع من حوله من أشياء وأفراد، فالنفس تثقل عن اتهام ذاتها بالخطأ والإهمال والشحّ في العطاء، وتكلّ في البحث عمن يحمل عنها وزرها.

عطاء أحادي يتبعه تنصّل عن المسؤولية! والنتيجة في نهاية السلسلة لائم وملام واتهامات متبادلة.

هل سنبدأ القول : خنت ذاكرتي .. فصدّت عني عقابا لي.

كبداية لمعرفة توزيع المسؤوليات، ودعوة للعطاء المتبادل؟



Wadha88@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد