Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/10/2009 G Issue 13517
الخميس 12 شوال 1430   العدد  13517
فركة الكبدة
علي الخزيم

 

تعددت أشكال وأنماط ما يسمى (التسيب الوظيفي) فالمعروف أن كثرة الغياب والتأخر والانصراف المبكر بدون إذن هي الشائعة، لكن الزمن يتغير ويتطور ومن مقتضيات ذلك تطور أساليب هذا التسيب وتحديثها بما يلائم عصر السرعة والتكنولوجيا والوجبات السريعة، وكان الموظف في السابق يهرب سويعة من العمل أو زد عليها قليلاً ليتجه لأقرب مقهى يقدم المعسل والشيشة، وتدرج الأمر إلى ما يسمى (فركة الكبدة والفول) والفركة هنا تعني الهروب بخفية وسرعة للتوجه لمحلات تقدم كبدة الحاشي والفول مع التميس بطرق متميزة ولأنها تمتنع أو تُمنع من توصيل الطلبات للدوائر والمؤسسات تم ابتكار هذا النوع من الفركات، وثمَّة فركات أخرى مبتكرة لصالات الأسهم ولمقاهي الانترنت لمتابعة موضوعات ومواد محددة خاصة من قبل فئة الشباب، وهناك ومن يتَّجه للمقاهي لمتابعة مباريات كرة قدم دولية يصادف عرضها وقت الدوام المحلي، غير أن المدهش أن رهطاً من الموظفين في دائرة حكومية قد تعبوا من تكرار (الفركة) يومياً لتناول الكبدة، أو أنهم صاروا تحت النظر فابتدعوا طريقة تعويضية، ذلكم أنهم بدؤوا بإحضار مكونات الإفطار من كبدة وطماطم وبصل وغيرها ليتم إعدادها داخل أحد المكاتب المنزوية أو القصية ثم (يفلونها مع الحبحر والشاهي الخاثر)، وهذا أمر هين إذا ما قورن بما أكده لي أحد الزملاء من انه ذات يوم في سنين مضت قد أحضر للزملاء وجبة مكونة من لحوم الضب مع مرقها وتمت العزيمة بالصحة والعافية، ولم يسأله أحد أو يناقشه عن محتويات القدور.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد