التسجيل الذي ظهر فيه المطلوب سعيد الشهري وهو يستجدي أموالا لما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن يؤكد تماما أن هذا التنظيم تم محاصرته أمنيا وماليا بحيث أخذ يلجأ إلى أسلوب الاستجداء والتسول عبر الهواتف الجوالة بالطريقة نفسها التي لجأ إليها العام الماضي.
فهذا الأسلوب يوضح أن المملكة استطاعت بتوفيق من الله تعالى ثم باستراتيجيتها في مكافحة الإرهاب أن تجفف المنابع المادية للتنظيمات الإرهابية عبر المتابعة الدقيقة لعمليات جمع التبرعات وتنظيمها بشكل أدق بحيث تصل هذه الأموال إلى مستحقيها الحقيقيين وليس إلى أولئك الإرهابيين المختبئين في الكهوف!.
وبالنظر إلى الأسلوب الذي يستخدمه القاعدة للاستجداء يؤكد أن هذا التنظيم المفلس يصر على التلاعب بالمشاعر الدينية من أجل تحقيق أهدافه الإجرامية من تفجير واغتيالات وتخريب. وذلك بتسميته الإرهاب جهادا في سبيل الله واستشهاده المغلوط بالنصوص الدينية من القرآن الكريم والسنة المطهرة للإغرار بالجهال وخداع السذج ممن لا يتثبتون عند قيامهم بالتبرع.
وهذا يسوقنا إلى القول بأهمية توعية العامة من المسلمين حول ضرورة التثبت ممن يجمعون التبرعات تحت مسميات مختلفة، وأهمية التأكد من وصول تبرعاتهم إلى المحتاجين الفعليين من مستحقيها من ذوي الحاجة. ولا يكفي قيام هذه المؤسسات بوضع إعلانات في بعض الصحف للدلالة على صدقيتها ولكن يجب التأكد من أنها مؤسسات تعمل بتصاريح رسمية من الدولة، ويمكن التثبت من ذلك عبر الاستفسار عن هذه المؤسسات من الجهات الحكومية المختصة كوزارة الداخلية والشؤون الاجتماعية وغيرها من ذوات الاختصاص.
ولهذا فإن المكافحة الأمنية وحدها لا تكفي للقضاء على أو الحد من ظاهرة الإرهاب فلابد من انتشار الوعي بطرق الإرهابيين المختلفة في تحقيق أهدافهم عبر نشر الفكر الضال عبر المواقع الإلكترونية المشبوهة، وجمع الأموال من خلال أشخاص أو مؤسسات مجهولة للتحضير للمزيد من العمليات الإرهابية بحق المدنيين!.
****
