Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/09/2009 G Issue 13506
الأحد 01 شوال 1430   العدد  13506
الأخضر ونظرية فايول..!!
سلطان الدوس

 

للمرة الأولى منذ 16 عاماً سجل الأخضر فشلاً ذريعاً حينما أخفق في الملحق الآسيوي.. المؤهل لنهائيات كأس العالم 2010 أمام المنتخب البحريني المتطور فنياً وعناصرياً وتنظيمياً.. ولا شك أن الخروج المر وبهذا السيناريو المثير للجدل.. أعطى مؤشر هبوط إلى أن أسهم الكرة السعودية تعاني في صالة التداول وميدان المنافسة من تذبذب ومن فقدان التوازن وضياع الهوية ليس على صعيد المنتخب الأول إنما على صعيد كل المراحل السنية التي غابت عن ساحة البطولات طوال العقد الأخير علاوة على إخفاق الألعاب المختلفة في أولمبياد بكين وغيرها.. وجاء السقوط في موقعة البحرين مؤخراً ليسجل الأخضر أول حالة غياب له عن الحدث الأهم منذ مشاركته المتميزة في كأس العالم في أمريكا عام 1994م.. وهذا الغياب المفاجئ لا ريب أحدث صدمة عنيفة لدى الشارع الرياضي السعودي وأصبح الجميع يتحدث عن مسببات ومسوغات عدم التأهل وكل يدلي بدلوه وفق منظوره الشخصي وميوله الرياضي ولكن عندما نقوم بتشخيص وتشريح أي مشكلة فيجب أولاً الاعتراف بها كما يقول مؤسس علم الإدارة وأبو الإدارة العلمية الفرنسي (هنري فايول) إن الاعتراف بالمشكلة يعني أنك تصل أو تقطع نصف الحل هذا أولاً.. ثانياً البعد عن العوامل السلبية المؤثرة على صياغة القرار عند تشخيص هذه المعضلة في وقت لا يكون هناك أي انفعال أو عاطفة ربما يؤثران على هذا السلوك الوجداني.. في اتخاذ القرار الصحيح وعلى الرؤية السليمة.. وبالتالي لا يمكن التعامل مع القضية بمنهجية علمية وأسلوب احترافي نستطيع من بوابته ملامسة أصابع الإخفاق بعمق وموضوعية وتشخيص العلل وكشف الأسقام ومن ثم البدء في معالجة الوضع بكل هدوء وعقلانية.

ويأتي عدم تأهل المنتخب لمونديال جنوب أفريقيا.. كنتيجة طبيعية لما كان يحدث لدينا من سلبيات تراكمية ومثالب عديدة خلال السنوات الماضية كانت موجودة ولم نستطع تشخيص هذه السلبيات والأخطاء التي شكَّلت طبقة هلامية..!! كانت كفيلة بكشف منهجيتنا وطريقة تعاملنا الخاطئة مع العلل والأسقام في منظومتنا الرياضية.. وأعتقد أن العلة التي تمخضت بعد الخروج المر من الحدث الأهم عالمياً.. ليست بالمدرب بيسيرو أو الجهاز الإداري للمنتخب وإنما هي عدة عوامل في الأساس موجودة وكان ثمارها هبوط مستوى الكرة السعودية على مستوى المنتخب الأول والشباب والناشئين.. ومن أهم هذه العوامل المتصلة (الأندية - الإعلام الرياضي وميوله - كثرة المعسكرات وطول مدتها واختيار أوقاتها - عدم استفادة الأندية من لاعبيها المحترفين والذين دفع لهم الملايين وربما يعودون إلى أنديتهم من هذه المعسكرات بعضهم يعاني من إصابة - هذا فضلاً عن عدم الاستفادة من طريقة الإعداد الأمثل والتحضير الأنسب للمنتخبات المتقدمة كروياً في كيفية وضع البرامج والخطط الصحيحة للدخول في المسابقات الرياضية وأيضاً الاستفادة منهم في تنظيم المسابقات لدينا متى ما أردنا العودة إلى العمل المنظم الصحيح والاستفادة من أخطاء الآخرين لتلافيها.. فمثلاً البناء الأساسي مفقود في عمل الأندية من حيث إعداد اللاعب في مراحل سنية معينة والتي تساعده على كسب المهارات الأساسية وتكوين البنية الجسمانية على أساس علمي من حيث نوعية التدريبات واختيار التغذية الصحية له علاوة على تكريس النشاط الثقافي لبناء وتغذية عقول اللاعبين وتنمية مفهوم الاحتراف لدى اللاعب وتعزيز طموحاته واحتكاكه وخبراته.. ولا ننسى أن العمل في معظم الأندية لدينا وتحديداً في المراحل السنية المبكرة لا يجد الاهتمام من مسؤولي الأندية لقلة الدعم المادي لديهم وعدم تشجيع عمل الأكاديميات الخاصة التي تقوم باستقطاب المواهب الناشئة وتعمل على صناعة وصياغة نجوميتهم وفق الأساليب العلمية والطرق الاحترافية والمنهجية الحديثة للتدريب.. وأتصور أن اهتمام الأمير نواف بن فيصل نحو إنشاء الأكاديميات الرياضية العلمية وذلك بعد الجولات العملية والعلمية التي قام بها قبل عدة أشهر لعدد من الدول المتحضرة كروياً ومشاهدته مثل هذه الصروح العلمية الرياضية ودورها المؤثر في صناعة الرياضي علمياً لا شك ستسهم في نهوض العمل الرياضي وتطوره وبالتالي انعكاس ذلك التوجه الرفيع على نتائجنا ومنافساتنا وتقدمنا مستقبلاً.

وأخيراً يجب الاستفادة من جيل المدربين الوطنيين أصحاب الخبرة والممارسة الطويلة أمثال الأساتذة خليل الزياني - محمد الخراشي - عبد العزيز بن حمد - ناصر الجوهر - خالد القروني - بندر الجعيثن - أمين دابو - يوسف خميس وغيرهم.. في اختيار عناصر المنتخبات الوطنية بكافة مستوياتها ومراحلها فضلاً عن قدرتها المهنية على تقييم العمل الفني وفق رؤية متخصصة تكفل -بإذن الله- إعادة وهج وتألق الكرة السعودية في كل المحافل من جديد.. والله الموفق.

أمين عام نادي الرياض ومسؤول احترافه - سابقاً


للتواصل: soltanm@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد