Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/09/2009 G Issue 13506
الأحد 01 شوال 1430   العدد  13506
دراما السعوديين في رمضان.. للسذاجة بقية

 

كتب -عبدالله الهاجري

انتهى شهر رمضان ومعه اتضحت الخطوط الأساسية للأعمال الدرامية السعودية التي يعتبر لها رمضان ترمومترا حقيقيا لقياس قوتها ومتانتها بين الأعمال العربية المقدمة.

بنظرة سريعة نجد أن غالبية الأعمال السعودية المقدمة اتسمت بالكوميديا، إلى جانب دخول عمل جديد للدراما من خلال عمل هوامير الصحراء، وقد أخذ المشاهد صورة واسعة عن هذه الأعمال وقيمها، كما أننا هنا في (الجزيرة) توصلنا إلى وضع صورة عن هذه الأعمال ولكن يجب أن نلفت الانتباه إلى أن الأعمال السعودية استحوذت على أهم القنوات التي لها حظوة عند المشاهد السعودي، فمثلا في القناة السعودية الأولى نجد أن هناك عملين (شعبان في رمضان، أبجد هوز) خاصة تم إنتاجها لصالح القناة والحال نفسه عند قناة MBC فنجد الأعمال السعودية مسيطرة تماما على الفترة الذهبية ولأول مره في تاريخ القناة من خلال خمسة أعمال وهي (فوازير أم حديجان، أم الحالة، طاش 16، بيني وبينك 3، عوانس سيتي).

طاش 16 الذي حاز في الأيام الماضية الأكثر متابعة من السعوديين عاد هذا العام بعد توقف للعام الماضي وعلى الرغم من بدايته الجيدة من خلال حلقة الحجر التي حملت الطابع الكوميدي، وتبعتها حلقة الفقر، ثم جاءت الحلقة الثالثة عن تطوير التعليم ليتضح مدى الراحة التي ينالها فريق العمل في طرح القضايا بكل أريحية دون مقص الرقيب أو حذف المشاهد، وكانت حلقتا الفقر والتطوير هي التي أجبرت السعوديين على مواصلة متابعة العمل وقد أجاد القائمون على طاش في تقديم هذه الحلقات الثلاث الأولى التي كانت بمثابة الطُعم فقط للمشاهد، ليعود بعدها مستوى العمل إلى الانحدار في حلقاته التي تناولت قضايا مكررة ومكشوفة ليواصل مؤشر الانحدار حتى الآن، وعلى الرغم من صعوبة التكهن بالحلقات القادمة ومدى مسهامتها في رفع مؤشر المتابعة كون العمل حلقاته متصلة منفصلة يحاكي كل يوم موضوعا خاصا ذا طبيعية اجتماعية أو موضوع القصد منه فكاهي.

طاش 16 اعتقد انه تراجع كثيراً بعد الحلقة الثالثة وقام بتقديم حلقات يغلب عليها الطابع الكوميدي فقط دون طرح مشكلات لها صدى كما هي حالة حلقة التطوير، اعتقد أن فريق طاش لم يستثمر جيداً الانفتاح في طرح القضايا واكتفى حتى اللحظة بحلقتي التطوير والفقر, فيما بالغ كثيراً في طرح بعض القضايا كحلقة الرز مثلاً الذي أصبح كما قدمها طاش 16 - الرز - كالمخدرات في طريقة الحصول عليها أو أن يكون كمهر زواج, وأيضا حلقتا حلا وهي الطفلة الصغيرة التي لا تستطيع الاعتناء بنفسها تنقلب بصورة مبالغة و - غبية - إلى مصلحة اجتماعية برجوع والدها ووالدتها بعد الطلاق الذي حدث بينهما.

فريق طاش كعادته يعتمد في كل سنة على بضع حلقات لتكون هي فقط العلامة الفارقة لاجتذاب المشاهدين ويغفلون بقية الحلقات في نوعية الطرح بحيث اتضحت هذا العام الكثير من الأخطاء في المعالجة الدرامية، حيث تم تقديم حلقات ظهرت مفككة في السيناريو مع الكثير من الأخطاء من قبل المشرف من العمل في بعض المشاهد، ولا أعلم أين تذهب القيمة الإنتاجية الضخمة التي تُصرف على إنتاج العمل، فالواضح أن العمل يتم تصويره بأقل الإمكانات المتاحة وأغلب المشاهد يتم تصويرها داخلياً فعمل كطاش 16 لا تتجاوز الميزانية الكاملة من خلال ما ظهر منها من بساطة في الإنتاج سواء في المنازل أو نوعية السيارات المستخدمة وكذلك الإكسسوارات في العمل الخمسة أصفار في أقصى تقديرات الواضح من المعروض حتى في الإخراج فلم يوفق كثيرا هشام شربتجي في تجربته الطاشية التي عادت على اسمه وتاريخه بالكثير من الويل.

إذن طاش 16 لم يواز القدر الذي كنا ننتظره ولا سيما ان هذا العمل هو سفيرنا الدائم أمام الدراما العربية.

أمام مسلسل بيني وبينك في موسمه الثالث، فمنذ الحلقة الأولى من جزاه الأولى والعمل يسير من دون هدف واضح وحقيقي وما يميز العمل هي الفكاهة وكوميديا الموقف الذي يتعرض إليه - المغفلان - وردة أفعالهم الدائمة في حياتهم اليومية.

العمل يحظى بمتابعة جماهيرية بسبب كمية الضحك الذي يحتاج إليه المشاهد وله نصيب دائم في المجالس الرمضانية, وعلى الرغم من هذا فإن بيني وبينك قد أصاب السعوديين بذنب واسع من خلال تصويرهم بهذه السذاجة والانحطاط إلى جانب تصويرهم بطريقة قاسية على أنهم نصابون ومستغلون لأي موقف.

العمل من الأعمال التي تُنسى سريعاً لعدم جديته في طرح قضايا ومشكلات تهم المشاهد وللبهرجة الإنتاجية التي تواكبه وبسبب إسراف حسن عسيري في التحدث باللهجة العسيرية التي وأصابها هو وريم العبد الله في مقتل وبالذات الأخيرة التي خلطت بين العديد من اللهجات لتظهره على أنها لجهته قبائل عسير.

إسراف العسيري في اللهجة وظهور فايز المالكي بشخصية مناحي - المملة - وبسذاجتهما في تصوير المواطن السعودي ولان العمل من دون فكرة واضحة سوى النصب والاحتيال على الدلوخ، وحتى عمر الديني - مامادو - وظهوره ببوس الواوا الدائم وحبه للنساء إلى جانب عماد اليوسف الذي يظهر بشخصية وزير السياحية في تركيا ويطارد مناحي ودنحي - كانا نقطة سوداء للدراما السعودية لهذا العام، فيجب من الآن على فريق العمل عدم التفكير في تصوير جزء رابع حتى لا يفقدوا هم أنفسهم المحبة التي تكونت مع الجمهور.

ورغم حضور نور ولميس في حلقات هذا الجزء فإن ذلك لم يضيف الكثير للعمل الذي اعتقد كما يؤكده الكثير من المشاهدين أن حسنته الوحيدة في وجود راشد الشمراني الذي يثبت يومياً انه الآن أهم ممثل سعودي.

أما بقية الأعمال ك (عوانس سيتي) و(أبجد هوز) و(شعبان في رمضان) و(مسلسل وراك وراك) وعمل (غشمشم) فلم تحظى بأي ردود فعل وربما أن تزامن تواقيتها سبب كبير في هذا.

بقيت الإشارة الى أن عمل (ام الحالة) وهي من فكرة وتأليف واخراج ثامر الصيخان فكل حلقة تأخذ توهجا وردود فعل واسعة ومشجعة وبالذات من الشباب.

أما هو أمير الصحراء فكان مبالغ في إنتاجه وجريء في طرح الفكرة مع ظهور مشاهد ومفارقات في العمل كانت قاسية جداً بالذات لطبقة رجال المال الذي يحكي عنهم هذا العمل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد