في سابقة فريدة هنأ الدفاع المدني المواطنين بالعيد قبل حلوله بأسبوع وتمنى لهم السلامة الدائمة، وجاءت التهنئة بعد تحذير قاس موجّه للوالدين وجميع المواطنين والمقيمين بعدم الانجراف خلف رغبات الأطفال خلال عيد الفطر المبارك، والكف عن (اقتناء الألعاب النارية) حيث يكثر بيعها وشراؤها على الرغم مما تشكله من خطر حقيقي يهدد سلامة وأرواح الأطفال، ويلحق أضراراً جسيمة مثل الحروق والتشوهات الجسدية، حيث لا يدرك الأطفال المخاطر التي قد تسببها هذه الألعاب.
وشدد الدفاع المدني على أهمية دور الآباء في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم حفاظاً على سلامتهم حتى لا تنقلب أفراحهم أحزاناً، ولا سيما أن جميع إمارات المناطق قد جهزت مواقع خاصة بالاحتفالات، وهيأتها بشكل يكفل - بإذن الله - السلامة للجميع.
والحق أن الدفاع المدني يُشكر على تهنئته المبكرة، ويُعتب على تحذيره المتأخر للوالدين اللذين لا يستطيعان دفع رغبات أولادهما في (اقتناء) هذه الألعاب الثمينة! ولا أعرف سبباً لاستخدام الدفاع المدني مصطلح الاقتناء إلا ربما لقناعة مترسخة لديهم بأنها لا تزال تباع بالخفاء أو الدس، برغم أنك تجدها بسهولة أمام المراكز التجارية والأسواق الشعبية، ويوكل أمر بيعها لشغالات المنازل في وقت التراويح إلى منتصف الليل حيث يخف العمل لدى هذه الفئة؛ فكان لابد من استنزاف وقتهن وجهدهن على أكمل وجه! وقد يعزى الاقتناء كون بعضها تصل قيمته إلى خمسمائة ريال أو تزيد! ولها مسميات حركية متعددة لا تبعد كثيراً عن مسميات حبوب المخدرات لاشتراكهما في المتعة الوهمية واستنزاف الجيوب، وجلب الدمار للبيوت، وتقويض الراحة، كما يتشابهان كثيراً بالبدايات والنهايات!
وما يؤخذ على الدفاع المدني هو تحذير الآباء والمواطنين من شراء الألعاب النارية! وكأن تلك الألعاب تصنّع داخلياً، أو أنها تتنزل كالشهب من السماء أو تهوي بها الريح من مكان بعيد! ولم تمر خلال منافذ بلادنا وعبر بواباته الرسمية العامرة بالموظفين الذين يفترض تمتعهم بأبصار نافذة وقلوب مسكونة بالمواطنة وحب المواطنين. ولو أراد الدفاع المدني بالناس خيراً لرصد منابع تلك الألعاب وتتبع مصباتها قبل أن تصل للطفل أو والده الذي قد يجد نفسه - رغم حذره - بمواجهة مع الخطر دون علمه؛ فالإغراءات كثيرة في هذه المناسبات وغيرها؛ فما يتعرض له الوالدان في العيد من امتحانات قاسية لا تحصى، بداية من عدم العثور على ملابس للعيد مناسبة ومحتشمة، خصوصاً للبنات والسيدات، ونهاية بالضغط على المرء ليجاري المجتمع ويغمض عينيه حتى لا يسمع عبارة (كل الناس كذا) أو (وينك عايش فيه؟).
وفي حين ينبغي أن يكون العيد فرصة لإظهار الفرح والسعادة فقد يحمل معه مفاجآت غير سارة، إما بمخاطر الألعاب النارية، أو بأخطار السفر والحوادث المرورية، أو تقليب أوجاع خفية، واسترجاع ذكريات شجية، لا يخففها إلا اجتماع مع نفوس أريحية، وقلوب ندية، لا حرمنا الله ولا حرمكم قربها ولقاءها.
وهي فرصة لصاحبة المنشود أن تهنئ قراءها بعيد الفطر المبارك وجميع المواطنين الأحباء، وتدعو لوطنها بالاستقرار والنماء.
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342