(1)
دراما رمضان ماراثون طويل قضاه البعض بين القنوات، حاملين مشعل الريموت كنترول الذي يأخذهم من غرف جلوسهم إلى العالم، دراما وكوميديا وتهريج وأفلام، أحزان وأفراح وتاريخ لا تصنيف له، البعض منها سيبقى في الذاكرة والبعض طار قبل التحول إلى القناة التالية، فيما المحطات تفكر الآن في رمضان القادم، وفي سمرات الليالي الرمضانية التلفزيونية بامتياز.
(2)
الأعياد علامات تذكرنا بالزمن وحركته السريعة، بعد فصل آخر مر من الحياة بسرعة، وكما تفعل إجازات نهايات الأسبوع، تأتي الأعياد لتطلق علامات تنبية بوقت مر مذكرتنا أيضاً بإنجازتنا أو إخفاقتنا في الوقت الفاصل بين هذه العلامات.
وحين تغيب مظاهر الفرح الحقيقة، وتحاصر في أقل مستوياتها المتاحة، تصبح الأعياد علامات تذكير صامتة وحزينة، نقاوم من أجل المشارك فيها والاعتقاد بأنها شيء مختلف عن بقية أيامنا الأخرى المزدحمة بالعمل والأصدقاء والانتظار والبحث.
حين سألني صديقي مذيع ال(بي بي سي)، عن العيد وذكرياته، ضحكت وفضلت عدم الإجابة قلت العيد تغير كما تتغير الأشياء من حولنا، لكن أعيادنا الخاصة مستمرة، سأل الأصدقاء من حولي، عن بيت شعر يمر بالذاكرة الآن، بعد أن فرغوا من الإجابة، علقت بفرح ظاهر: (كم أنا سعيد الآن أن أحداً منا لم يذكر أكثر أبيات الشعر كآبة (عيد بأي حال....إلخ...)، تلك الترنيمات البليدة التي يعشق البعض اجترارها لتمنحهم طاقة سالبة.
(3)
يسألني إن كان التفاؤل صفة حقيقة في الوجود؟..
قبل أن أجيب سؤلته بفلسفة لا معنى لها: هل تعتقد أولاً أن حقيقة الوجود والتاريخ ثابتة؟
- حاولت التوضيح:
البقاء في دائرة التفاؤل تعني الحياة، لا يوجد شيء آخر أهم من التفاؤل حتى في أكثر الأوقات بؤس وصلابة وحزناً، أبقى ذاك الشباك الصغير جداً من التفاؤل مفتوحاً قدر الممكن وفي كل الوقت، فهو النافذة الثابتة لأوكسجين الحياة، منه تأتي الحرية والأمل والإحساس بالوجود.
لم يهتم، وواصلت:
توقف عن إضاعة الوقت، والتساؤل، لا تنتظر أن يمنحك أحد إجابات، الجميع مشغولون ببحثهم عن شيء أو عن لا شيء، وهم في هذا البحث مستعدون لإغلاق تلك النافذة بعنف في وجهك دون أن يرف لهم جفن، حتى وهم يدعون النصح لك، لذا لا تنتظر أوهامهم، واسحب همك الخاص، وابحث عن التفاؤل في كل الزوايا والأركان المظلمة، اجعله يشع من داخلك، اجعله طريقك أو موجهك.. وتقدم.
ابتسم لكنه لم يجب. إلى لقاء،،،،