Al Jazirah NewsPaper Monday  14/09/2009 G Issue 134500
الأثنين 24 رمضان 1430   العدد  134500
عذاريب
زبدة الهرج
عبد الله العجلان

 

من الطبيعي أن تفرز ضربة الأربعاء الموجعة هذا الكم الهائل والمتنامي من الألم والسخط والتذمُّر والاستياء، وأن تصاب الجماهير السعودية بخيبة أمل كبرى وهي ترى الأخضر يترنح ويتخلّى بعد 16 عاماً من الفرح والعالمية عن هوايته وإنجازه ويسلك طريقاً آخر لا يؤدي إلى المونديال، وإنما هذه المرة إلى المزيد من الحزن والضجر والاحتقان، ومن البديهي جداً أن تأتي ردود الأفعال الشعبية والرسمية والإعلامية وحتى الدولية بهذا الحجم من الاستغراب والبحث والمناقشة والتحليل، وأن تأخذ الآراء والأطروحات الصحافية مجالها من الانفعال والحدة والتباين والعاطفة والاختلاف..

من جهتنا كمهتمين ومتابعين أرى من واجبنا ألا نندفع وراء عواطفنا أو لمجرد أن نساير الجماهير في ممارسة حقها في التعبير غير المسؤول، فالكثير منا يرى المشهد جيداً ويعرف تفاصيله وكواليسه وأسراره وخفاياه، وبالتالي علينا أن نكون أكثر إلماماً وموضوعية ومصداقية فيما نكتب..

مثلما قرأنا وسمعنا في إخفاقات سابقة، من السهل جداً أن نلوم ونوجه أصابع الاتهام نحو المدرب أو مدير المنتخب واللاعبين والأندية والرياضة المدرسية والحارات وأعضاء الشرف والسهر والتدخين وسوء التغذية والأحوال الجوية وأرضية الملعب والإعلام والجماهير والحظ والتحكيم، لكننا لا نريد أن يتحول منتخب الوطن إلى ذلك النادي المتأزم الضاحك على نفسه وجماهيره، الغارق في أوهامه، العاجز عن تشخيص واقعه وأحواله ومعالجة أمراضه..

ما حدث أمام البحرين هو تكرار وامتداد لما سبق أن رأيناه أمام كوريا الشمالية وقبله أمام عمان في نهائي دورة الخليج، وقبل ذلك على يد العراق في نهائي أمم آسيا الأخيرة، وفي كل مرة نقع في الأخطاء نفسها ونردد الأسطوانة ذاتها دون أن نخرج بنتائج مقنعة وبقرارات صائبة وقادرة على حل مشاكلنا وتصحيح مسارنا، لأننا صراحة نهتم بإيجاد المبررات وصياغة الأعذار التي تمتص غضب الجماهير المنفعلة وتحتوي الآراء الصحافية المتوترة والتلميحات الخجولة، أكثر من الاهتمام باكتشاف حقيقة ما جرى وما هو مفترض أن يكون .. الأمر الذي يساهم في تعقيد أمورنا وزيادة مشاكلنا والتخبط في قراراتنا..

الآن نحن أمام واقع مرير وجمهور محتقن ومحبط ومكتسبات وطنية يتم تشويهها والتلاعب بها، لذلك لسنا بحاجة لمزيد من الأزمات، كما أن الوقت لا يسمح، وعقول وأفكار ومتطلبات اليوم لم تعد تتقبل لغة المسكنات الوقتية وضرب الوعود الوهمية البراقة..

لنتفاءل بشروط

في هذا الشأن وفي عز الأجواء المشحونة، أجدني متفائلاً ومؤيداً لقرار سمو الأمير سلطان بن فهد وتعميده لسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بتشكيل فريق عمل يضم نخبة من المتخصصين والخبراء المحليين والدوليين لدراسة أوضاع ونتائج المنتخب السابقة والعمل على تطوير أجهزته الإدارية والفنية، لكنني في نفس الوقت ولضمان نجاح الفريق وتحقيق الأهداف المرجوة من إقراره، أتمنى أن لا يكون لمجرد احتواء طارئ للأزمة، وأن تختار أسماؤه بعناية من غير تلك التقليدية المألوفة والمكررة لتشمل ذوي الخبرة المتميزة والسيرة الذاتية والمهنية المعروفة والناجحة، وأن يمنح كامل الثقة وكافة الصلاحيات وان يبحث في جميع الأوراق والملفات والمناصب والأسماء بلا استثناء وباستقلالية تامة، بعيداً عن أية تدخلات من خارج الفريق أو فرض قناعات من أي كائن كان. وأن تكون توصياته نافذة وقراراته ملزمة للجميع ..

أتمنى منه أن يبحث بجد ويجيب بوضوح على تساؤلاتنا:

ما الذي استفدناه من عدم استقرار منتخبنا على مدرب واحد لأكثر من عامين، ومن تحطيمنا للرقم القياسي العالمي في تعداد المدربين؟ ثم إذا كان كل هؤلاء تم الاستغناء عنهم بعد فترة وجيزة لأنهم سيئون وغير جديرين بالثقة وبالاستمرار فلماذا لا يحاسب من اختارهم وتعاقد معهم؟ تخيلوا لو أن كالديرون مازال مدرباً للمنتخب؟ ولماذا لا نكون مثل غيرنا فيكون المدرب هو صاحب القرار في الضم والاستبعاد والعقوبة؟ متى يكون المدير الإداري للمنتخب محترفاً ومتفرغاً له وقادراً على أن يدافع عنه ويصرح ويتحدث باسمه؟ لماذا تتفوق الأندية على المنتخب في طريقة إدارتها ومستوى فكرها وتنظيم معسكراتها ومبارياتها التجريبية كما رأينا في التحضيرات الأخيرة لفريقي الهلال والاتحاد؟

* انطلاقاً من مبادئه الجميلة وتأكيداته المستمرة بعدم تدخله باختيارات المدرب، وتقديراً لمكانته القيادية العالية ومسؤولياته الوطنية الكبيرة والمرموقة، لا أجد أي سبب مقنع يجعلنا نحرج ونزعج الأمير سلطان بن فهد في إجراء شكلي حينما نصر على أن يعتمد سموه تشكيلة المنتخب ..

* إذا لم نكن جادين وصادقين في التغيير ونبدأ مرحلة جديدة ومختلفة في كل شيء، في الفكر والإدارة والتدريب والتخطيط واللوائح والأنظمة، فإننا بالتأكيد سنعود من حيث كنا..

* من الطبيعي أن يكون لفوضى المسابقات المحلية وتداخلها وكثافة مبارياتها تأثير سلبي على سلامة وراحة وعطاء لاعبي المنتخب..

* وهل لسوء الإعداد النفسي والإداري دور في خسائرنا المتتالية للمباريات النهائية والحاسمة كما حدث أمام العراق وعمان ثم كوريا الشمالية وأخيراً البحرين؟

* حان الوقت لإيجاد تنظيم يجعلنا نستفيد من الموهوبين من غير السعوديين المولودين أو المقيمين في المملكة..

* ما نشرته صحيفة (البلاد سبورت) البحرينية قبيل لقاء الإياب في الرياض واتهامها لثلاثة من لاعبي المنتخب بالسهر حتى ساعة متأخرة في أحد المقاهي ليلة مباراة الذهاب في البحرين، مرّ على إدارة المنتخب مرور الكرام ودون نفي أو تعليق، على الرغم من تداوله في أكثر من صحيفة وقناة فضائية.!!

* (لو كان الأمر بيدي لجعلت أسامة هوساوي قائداً للهلال والمنتخب).. قلتها بعد صدمة كوريا الشمالية مباشرة، وأكررها اليوم بعد أن أثبت مجدداً أنه النجم الوحيد الذي يملك مواصفات القيادة الحقيقية سلوكاً وثقافة وأداءً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد