في المناسبات الدينية يكون المرء أقرب لخالقه أكثر من أي وقت، ونحن المسلمين نكون أكثر استعداداً لفعل الخير والانخراط في العمل التطوعي الخيري ودعم الأعمال الخيرية في مثل هذه المناسبات وخصوصاً في شهر رمضان المبارك وأيام الحرم في الحج وأيام الجمع وغيرها في المناسبات الإسلامية الكبرى.. ومع أن المسلمين جبلوا على فعل الخير ولا ينتظرون مناسبة لتحفيز نوازع الخير في نفوسهم، إلا أننا اعتدنا نشاطاً وتفاعلاً مضاعفاً في أيام شهر رمضان المبارك وخصوصاً في أيام العشر الأخيرة من هذا الشهر الفضيل، حيث يحرص المسلمون على إخراج زكاتهم وصدقاتهم، وفي الماضي ولسنوات قليلة خلت كانت عمليات استقبال إسهامات أهل الخير والزكاة والصدقات تتم بعشوائية، بل وبطرق جلبت المشاكل للوطن المملكة من خلال صرفها في أوجه غير مبتغاة ولا يبارك فيها الخالق الكريم، إذ استثمرت تلك الأموال في أعمال لا تخدم المسلمين بل تضرهم، فضلاً عن استغلال جهات وضعاف نفوس لهذه الأموال للمنفعة الخاصة.

ولرب ضارة نافعة وهكذا نبهت الأعمال الإرهابية، واكتشاف انحراف فئة انجرفت مع مسالك الفكر الضال، إلى ضرورة ضبط إسهامات أهل الخير والتبرعات والزكاة والصدقة وتوجيهها الوجهة الصحيحة حتى تكون استفادة المسلمين أفضل وأصح.

فكان أن أعيد النظر في الإجراءات وآليات التبرع وتقنين تدفق أموال التبرعات وعمل الجمعيات الخيرية مع التركيز على الداخل، ففي المملكة العديد من المحتاجين والكثير من الأعمال التي تحتاج إلى الدعم والمساعدة.

وقد نجحت الدولة وإلى حد كبير في ضبط عمليات التبرع وعمل الجمعيات الخيرية وتقنين توظيف واستثمار أموال الزكاة والصدقة، إلا أنه وفي الوقت نفسه عجزت الكثير من الجمعيات الخيرية في الاستفادة من هذا التوجه ولم تستطع توظيف حب الإنسان السعودي لعمل الخير واستقبال إسهاماته الخيرية، ومرد ذلك لعجز ولقصور في استنباط وسائل وآليات جديدة ومبتكرة تتوافق مع سلوكيات الإنسان السعودي وتستفيد من تقنيات العصر ولعل مبادرة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية وإطلاقها بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية STC، آلية بسيطة تتمثل في تبرع كل إنسان للمستفيدين من خدمات هذه الجمعية الرائدة في مساعدة مرض الفشل الكلوي.. هؤلاء المرضى الذين ابتلاهم الله بمرض لا يعرف أحد تبعاته ومشاكله للمريض وأسرته إلا من أصيب به أو تعرض أحد معارفه له، مرض يتطلب رعاية ومصاريف وخدمات كثيرة تحتاج إلى دعم ووقفة كل القادرين، ومبادرة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية تتيح للجميع المساهمة في هذا العمل الإنساني من خلال إرسال رسالة قصيرة SMS إلى شبكةSTC بإرسال رقم 5060 ثم تتبعه بواحد، وهو ما يعني اشتراك المرسل بمبلغ 12 ريالاً شهرياً لدعم خدمات وأعمال الجمعية.

ما أبسطه من تبرع ومن عمل مبتكر يتيح للجميع الإسهام في فعل الخير في هذا الشهر الفضيل ويجعل للجميع نصيباً في المشاركة في مساعدة المرضى المحتاجين فعلاً.