أن نخسر من منتخب البحرين.. وبالتالي نخسر التأهل.. ونعيد برمجة برامجنا.. ونعيد أيضاً تأهيل كوادرنا.. وإصلاح أخطائنا.. لهو خير من أن ننتصر على البحرين ثم نقابل نيوزيلندا وفيها نتأهل أو نخسر أيضاً.. ثم نحظى بثلاث هزائم في المونديال.. ونعود كأننا قد وصلنا قمة الهرم الكروي.. مع بقاء سلبياتنا وأخطائنا التي تتكرر كل أربعة مواسم دون أن يطالها إصلاح حقيقي.
** لقد كنت ولا أزال أعتقد اعتقاداً راسخاً أن تأهلنا السابق للمونديال لأربع مرات.. كان لضعف مخرجات القارة الصفراء التي نحن جزء منها وهي جزء منا.. وليس لتقدمنا الكروي الموهوم.. رغم احتفاظ الذاكرة بذكريات غاية في الجمال لمشاركتنا الأولى في مونديال 1994 بالولايات المتحدة.. ولكن ذلك لا ينفي أن الكرة الآسيوية تمثل الضعف الكروي في أبلج صوره...
** حتى المنتخب البحريني الشقيق ليس جديراً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم.. فإذا ما قدر له التأهل على حساب نيوزيلندا.. فسيصاب في كيب تاون بنكسة كروية تاريخية لا تبقي ولا تذر.. فذلك المنتخب من السوء ما يجعله موضع رثاء وموقع شفقة إذا شارك في مونديال 2010.. رغم أنه أكمل الملحق بدلاً عن منتخبنا لأننا الأسوأ وليس لأنه الأفضل...
** أما إذا تحدثنا منشدين العدل والإنصاف لنصيب المنتخبات في تمثيل القارات.. فسنلاحظ ونستنتج ببساطة متناهية.. أن نصيب قارة آسيا يصل إلى أربعة مقاعد ونصف.. وهو بكل المقاييس كبير حجماً وكثير عدداً على كرة قدم قارة آسيا...
** وهناك حقيقة تقول: إن منتخبات دول لها باع كبير في عالم كرة القدم.. قد لا تصل في كل مرة لنهائيات كأس العالم مثل إنجلترا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإيطاليا بينما تتأهل منتخبات آسيوية كمنتخب الإمارات والعراق وحتى منتخبنا على حساب مثل تلك الدول التي لها باع طويل في كرة القدم.. فيحرم المتابعون من الفن والمتعة واللعب النظيف.. فهذا يعتبر - في نظري - ظلماً بيناً لكرة القدم وفنونها وجنونها ومتعتها وأحقيتها.. فآسيا لا تستحق أكثر من مقعدين في نهائيات كأس العالم.. وبعد تخب عليها.. حسب التعبير الشائع في منطقة الرياض.
** لاعبو المنتخب السعودي لا يوجد في التشكيل أو خارج التشكيل لاعب مبدع وممتع ونستطيع أن نطلق عليه اسم لاعب موهوب عدا الحارس وليد عبدالله وبعده أسامة هوساوي.. بينما الباقون لاعبون عاديون إن لم يكونوا أقل من ذلك.. فبعضهم يبرزهم الإعلام كمواهب لا تتكرر.. مع أنهم (نواهب) لصناديق الأندية من الريالات والدولارات واليوروهات لا تتكرر.. فبعضهم يتسلم الملايين بسبب الانتقال أو التجديد.. بينما مستواه الكروي والفكري لا يستحق أكثر من بضع عشرات الألوف ولا يستحق أكثر منها بأي حال من الأحوال...
** أيضاً بطولة كأس العالم للأندية.. ورغم أنها أنشئت لأهداف تجارية بحتة إلا أنه من الظلم تأهل وتمثيل الأهلي والهلال والنصر والاتحاد والشباب.. على حساب فرق كبرى مثل برشلونة أو ريال مدريد.. وأيضاً مثل مانشستريونايتد أو ليفربول وتشلسي.. من الظلم أن فريقاً يمنياً أو أردنياً أو عمانياً يذهب لتمثيل القارة الصفراء في مونديال الأندية.. ويشغل موقع فريق أوروبي كبير على وجه التحديد.
** والآن وبعد أن تكشفت الأمور.. ولم يكتب لمنتخبنا ثلاث هزائم جديدة ومريرة في جنوب إفريقيا ثم العودة... خالي الوفاض كالعادة.. فقد حان تطبيق الأنظمة التي تفضي إلى العدل والمساواة في كل شؤون مسابقات اتحاد الكرة السعودي.. نعم حان فرض العدل بين الأندية.. وحان فرض الأنظمة على جميع الأندية واللجان دون محاباة ناد على حساب ناد آخر.. أو تصيبنا الحمية دفاعاً عن اللجان ليس لشيء بل لأنها تتبع اتحاد الكرة..
** وحان أيضاً وقت تفعيل برنامج الكشف عن المنشطات وعلى الجميع دون استثناء.. ومن يتهرب - كما حصل سابقاً - يوقف عن اللعب موسمين رياضيين كاملين بلا مجاملة أو استثناء.. وحان أيضاً وقت التغيير لبعض القيادات (المتصخرين).. واستقطاب جيل جديد بدلاً منهم مدجج بالكفاءة العلمية والإنجاز العلمي الصحيح...
** إن الحركة الرياضية في المملكة ليست بحاجة إلى مجاملات اتحاد الكرة وفزعاته لأنديتها.. بقدر حاجتها إلى العدل والإنصاف وتطبيق النظام على الجميع.. فمتى توثقت ثقافة العدل.. واستوعب الجميع تلك الثقافة.. فستكون النتائج إيجابية بشكل مؤكد على مستوى الوطن ورياضته..
** دعوا ثقافة العدل النابعة من صميم ديننا الإسلامي الحنيف تشق طريقها قدماً.. واجعلوا النظام يشمل جميع الأندية.. وأغلقوا باب التجاوزات لأندية دون الأخرى.. عندها سيوسع وسطنا الرياضي من مداركه.. وترسخ ثقافة النظام والعدل والإنصاف.. وبالتالي الامتثال للقانون والنظام.. عندها ستغيب البكائيات وسيختفي مدّعو الاضطهاد.. وسيعرف الجميع أن النظام يعلو ولا يُعلى عليه ويسري على الجميع.. فالعدل يباركه الله.. أما دون ذلك فالله - عزَّ وجلَّ - كفيل بمحقه..
** إن النجاح دوماً من نصيب مَن هم الأشد قوة.. الذين هم في النهاية الأكثر عدلاً وإنصافاً وحكمةً.. فالعدل يعزز الثبات والثقة بين الجميع.. وهذه سُنّة الله في خلقه.
نبضات.. إذا صدق القائلون!!
* إذا صدق القائلون إن هدف سامي الجابر هو من أهلنا أمام إيران إلى مونديال 94.. وكذلك الحال في المونديالات الثلاثة الأخرى بهدفه في ماليزيا 98 وفي تايلند 2002 وفي أوزبكستان 2006.. إذا صدق هذا الكلام بأن أهداف سامي هي التي أهلتنا في المرات الأربع.. فيكون عندها ليس هو الأسطورة الحقيقية فقط، بل يضاف لها لاعب القرن.. مع عدم اهتمامي الحقيقي بأي تنافس بين سامي وماجد.. فالحياة تمضي قدماً.. واللاعبان أصبحا من الماضي الجميل بإيجابياتهما وسلبياتهما أيضاً..!!
* إذا صدق القائلون إن الأهلي يكسب كل لقاءاته مع جاره الاتحاد في شهر رمضان المبارك وفي جميع الألعاب.. فإن ذلك يعني بكل وضوح مباركة الله تعالى للأهلي في الشهر الكريم!!
* إذا صدق القائلون إن أخطاء الحكم عبدالرحمن العمري في مباراة الأهلي والاتحاد وكيله بمكيالين.. لتأثره بسهراته مع لاعبي الاتحاد في فندق قصر الخليج بجدة.. كما اعترف بذلك اللاعب نايف هزازي في برنامج صدى الملاعب.. فحكم يسهر في الفندق مع لاعبين من الغد أو بعد الغد سيحكم لهم مباراة دربي.. فأكيد سيتحيز لفريق (السهرة)!!
خاتمة: الأفاعي وحدها تبدل جلدها.. لا سلوكها!!