جدة - الجزيرة
تتهيّأ جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لتجربة جديدة في مجال الابتعاث للدراسات العليا، فعوضا عن الاغتراب وما يستنزفه من مال وجهد و(مشاعر)، تكاد آلام الغربة تغدو شيئا منسيا، حيث تستعد جامعة عروس البحر الأحمر لتحويل مسار ابتعاث بعض من طلابها وطالباتها من محطات خارجية إلى منطقة ثول, التي لا تبعد أكثر من 88 كلم شمال جدة, بعد أن وقّعت الجامعة مذكرة تفاهم مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي سيتم افتتاحها رسمياً مطلع شوال القادم..
حول هذا الموضوع ومتعلقاته يدور حوارنا التالي مع الدكتور عدنان حمزة وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للبحوث والدراسات العليا.. فإلى الحوار:
* في البدء.. ما الرؤية التي دفعت الجامعة إلى الابتعاث بهذه الآلية الجديدة؟
- هي رؤية عمادها أن الابتعاث خلال الأعوام القادمة يتركّز على ابتعاث بعض المعيدين والمحاضرين لتحضير الماجستير والدكتوراه على أيدي الأساتذة العالميين الذين تستقطبهم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وما توفر للجامعة من إمكانات بحثية متطورة.. والجامعة تركز في خطة إعداد هيئة التدريس فيها، على الابتعاث للجامعات المرموقة في العالم، وبما أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أضحت مصنّفة ضمن هذه الجامعات، فمن الطبيعي أن يقع الاختيار عليها.
ومذكرة التفاهم التي وقعتها الجامعة في هذا الشأن مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، تتضمّن مجالات القيم البحثية والتعليم العالي، وتطوير التقنية في مجالات العلوم الأساسية والتطبيقية والهندسية، والجانبان يطمحان إلى تأسيس علاقة تعاون طويلة المدى في هذه المجالات بما يخدم المجتمع.
* نودّ لو أشرتم إلى أهم الأهداف التي تحققها مذكرة التفاهم؟
- الأهداف العامة للجامعتين يمكن إجمالها في عدة أمور مشتركة، مثل: إيجاد واستقطاب ورعاية الموهوبين والمبدعين والباحثين، دعم الصناعات الوطنية، إنشاء صناعات جديدة تقوم على المعرفة, دعم منظومة الإبداع والقدرة على توليد الأفكار وتحويل الأفكار الابتكارية والاختراعات إلى قيمة اقتصادية مضافة، الإسهام الإيجابي في المؤسسات البحثية، دعم الاقتصاد الوطني، زيادة الناتج الإجمالي, والإسهام في التحول إلى مجتمع المعرفة.
وأعتقد أن الجامعتين ستشكلان تكاملا في كل النواحي، وسيلعب الجوار المكاني بينهما دورا إيجابيا في كل هذا.
تعاون بعيد المدى
* هل تعتقدون أن التعاون بين الجانبين يمكن أن ينفتح على آفاق أرحب؟
- التعاون الفعلي بين الجامعتين بدأ، والطموح الآن يمتد إلى تأسيس علاقة تعاون بعيدة المدى، بما يخدم المجتمع، بحيث تشمل عديدا من المجالات, مثل: عمل أبحاث مشتركة بما يخدم مصلحة الطرفين ويصب في خدمة المجتمع، تبادل أعضاء هيئة التدريس، تحفيز خريجي جامعة الملك عبدالعزيز على الالتحاق ببرامج الدراسات العليا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، إجراء الأبحاث العلمية، والبدء في أبحاث متعلقة بتخصّصات علوم البحار, وخاصة ما يتعلق ببيئة البحر الأحمر والأبحاث الخاصة به، بالتعاون مع الجهات المحلية والعالمية.
كما أن التعاون يشمل أيضا أبحاث العلوم الأساسية والتطبيقية والهندسية، بما في ذلك التخطيط لإجراء الأبحاث وتنفيذها والمشاركة في تدعيمها وتبادل المعلومات، ومشاركة أي من الجامعتين في الأبحاث التي تجريها الأخرى مع الجهات المختلفة، والمشاركة في استخدام الإمكانات البحثية وفي اللقاءات العلمية والتقنية، وتبادل المعلومات في مجال البحث العلمي في المجالات المشتركة.
وكذلك تتضمّن مذكرة التفاهم مجالات البحث العلمي والتدريب والتعليم، ووضع الاقتراحات حول أبحاث جديدة يمكن البدء بها، ونشر الأبحاث، وإلقاء المحاضرات, وعقد الندوات والاجتماعات، وتعريف المجتمع العلمي بهما من خلال المطبوعات والندوات والمحاضرات والمؤتمرات.
ومعلوم أن جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك عبدالله، تشتركان في الرؤية لتحقيق التنمية الاقتصادية للمملكة, من خلال البحوث والتكنولوجيا، في وقت تتمتع فيه جامعة الملك عبدالعزيز بعلاقات وروابط قوية مع المجتمع الأكاديمي الدولي، إضافة إلى الخبرة التقنية في عديد من المجالات, مثل: العلوم البحرية, علم المواد, وبحوث المياه.
* اهتمامكم بتوقيع الاتفاقية مع جامعة الملك عبدالله يشير إلى نظرة إيجابية لما يمكن أن تقدّمه هذه الجامعة الواعدة؟
- أعتقد أن جامعة الملك عبدالله تعدّ منارة للإشعاع العلمي, وقناة من قنوات التواصل بين الشعوب والحضارات يلتقي في رحابها العلماء من شتى بقاع الأرض، وستسهم في زيادة أعداد الحاصلين على براءات الاختراع من أبناء المملكة، كما أنها تعدّ بيئة محفّزة وجاذبة للعلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وواحة تستقطب وترعى الطلبة المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة، ومعملا يطوّر برامج ودراسات عليا في المجالات المرتبطة بأحدث التقنيات التي تخدم التنمية والاقتصاد الوطني, وتسهم عالميا في تنمية المعرفة في مجالات التقنية الحديثة وتنمية روح الإبداع والتحدي بين الموهوبين, وترعى الأفكار الإبداعية، والاختراعات, وتترجمها إلى مشاريع اقتصادية, وتحقق مشاركة فاعلة ومستدامة مع القطاع الأهلي.