«الجزيرة» - الرياض
حققت الفتاة السعودية غادة باعقيل إنجازاً عالمياً باختيارها ضمن قائمة الترشيح النهائي لنيل جائزة (أفضل مشاريع شباب الأعمال) لعام 2009 م من قبل منظمة شباب الأعمال العالمية (YBI)، عن مشروعها الرائد: (مركز المدينة للتوحّد)، بصفتها إحدى رائدات شباب الأعمال في (صندوق المئوية)، الذي دعمها وموّل مشروعها، حيث تنافس باعقيل على الجائزة في فرع المرأة الرائدة في الأعمال، مع كل من: أوكسانا أوسانوفا من دولة أوكرانيا، التي قدّمت مشروعاً للسياحة البيئية، ولينيت انديازي من دولة نيجيريا، التي قدّمت مشروعاً عبارة عن مركز نسائي مكوّن من صالون تجميل ومدرسة. وقد أعطت غادة باعقيل انطباعاً رائعاً لدى اللجنة المخوّلة باختيار المرشحين لهذه الجائزة، من خلال مشروعها الإنساني الرائد الذي يُعنى بأطفال التوحّد، كونهم من فئات المجتمع الذين هم بأمس الحاجة للرعاية، في سبيل جعل حياتهم وحياة عائلاتهم أفضل بعون الله، كما تركت باعقيل بحق بصمةً مميزةً في أدائها الإنساني، وقدّمت مثالاً رائعاً للفتاة السعودية، فبعد أن أنهتْ دراستها العليا (ماجستير في التوحّد) عملتْ في مركز مشابه في مدينة جدة، مما أكسبها خبرة وخلفية كافية في هذا المجال، وإثر انتقالها إلى المدينة المنورة فوجئت بعدم وجود مثل هذا المركز، ما قدحَ في ذهنها شعلةً من العزم والكفاح، وبدأت مشروعها الرائد: مركز المدينة للتوحّد، وبدعم وتمويل من (صندوق المئوية) الذي اعتاد أن يدعم مشاريع شباب الأعمال، خطتْ باعقيل أولى خطواتها بتنفيذ المشروع، ورغم أنها واجهت في البداية العديد من الصعوبات، التي كان من أهمها عدم اكتمال فهم المجتمع لطبيعة أطفال التوحّد، إلا أنها بالمثابرة والجهد المخلص وتقديم النصح لأهالي الأسر ومبادراتها المتنوعة استطاعت ولله الحمد أن ترفع من مستوى الوعي وتزيل المعوّقات التي تحول دون تقديم الرعاية اللازمة لهذه الفئة من المجتمع. واليوم يقوم مركز المدينة للتوحّد، الذي تم تجهيزه بكامل المعدات اللازمة، بتقديم خدماته من رعاية ودعم ونصح وتدريب لأطفال التوحّد، ولعائلاتهم، في المدينة المنورة وما حولها. وغادة باعقيل إذ تقدّم خدماتها في هذا المركز الحيوي، فهي لا تساعد في تحسين حياة هؤلاء الأطفال فحسب، بل تقدم مثالاً رائعاً للمرأة في هذا التخصص، وللمرأة السعودية بشكل عام. وبهذه المناسبة أشاد هشام بن أحمد طاشكندي، مدير عام (صندوق المئوية) بتجربة باعقيل بقوله: (إنّ غادة باعقيل تعدّ بحق مثالاً يُحتذى لأقرانها من الفتيات السعوديات، وقد كان مشوار نجاحها مكلّلاً بالنجاح من جهة، ومدعوماً بحُبها لهؤلاء الأطفال من جهة أخرى، ونحن في الصندوق نشجّع بشدّة مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى ما هو أبعد من الربح المادي، بحيث تهدف إلى تقديم خدمات إنسانية إلى فئات المجتمع المتعددة.