Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/09/2009 G Issue 13499
الأحد 23 رمضان 1430   العدد  13499
عشق الأندية وحب الوطن
خالد الدلاك

 

طبيعي جدا أن نخسر ونحرم من فرصة التأهل للمونديال ونعجز أن نلحق الآخرين في الملحق.. وليس بالمستغرب إطلاقا أن نفشل في الوصول إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا بعد تأهل لأربع مرات متتالية كانت المشاركة في معظمها غير مقنعة والتأهل هو الآخر غير صريح، وطبيعي أيضا أن يصل مستوى منتخبنا لما وصل إليه من هبوط في المستوى وتراجع في العطاء بدلا من أن يتقدم ويتطور ويستفيد من تجارب ومشاركات البطولات الماضية والاستحقاقات السابقة وتصبح لدى لاعبيه خبرة الأبطال ومهنية المحترفين في التعامل مع المباريات وبالذات مباريات الحسم والتأهل.

إنني أعتقد جازما بل ومتأكد تماما بان السبب الرئيسي في هذا السقوط والتراجع يعود في المقام الأول لثقافة الدعم والمساندة والمتابعة التي يجدها المنتخب ولاعبوه من الوسط الرياضي بكافة منسوبيه من إداريين ومدربين في الأندية وجمهور وصحفيين وكتاب ومحللين في الفضاء (وبالمناسبة فان النسبة العظمى منهم ليسوا إعلاميين حتى لا تقع مسؤولية الإخفاق على الإعلام لوحده).. وهي ثقافة إن وجدت فينقصها مع الأسف الإخلاص والمصداقية وحسن النية بل يغلفها نظرة دونية وسمة أنانية يقدم فيها حب الأندية واللاعب على حب المنتخب ومصلحته.. وهذا الحب الأعمى والانحياز العجيب والذي نادرا ما يتواجد في بلدان أخرى أوجد بكل تأكيد أجواء غير صحية وأمورا ليست نقية ساهمت في التشويش على عطاء اللاعبين والحد من قدراتهم والتأثير على مستواهم لدرجة أن معظمهم يرى في انضمامه للمنتخب مهمة عصيبة ومرحلة مقلقة يريد التخلص والخروج منها بأسرع حال وبأقل الخسائر وحتى انه عندما يعود لناديه يتم إعادة تأهليه وإخراجه من الوضع المزري الذي كان عليه. ومما يزيد الطين بلة انه ليس هناك حماية للاعب من الإعلام ومنظري الفضاء الذين يلتون ويعجنون حسب أهوائهم وميولهم بدون حسيب ورقيب ويتعرضون بالنقد غير البناء والهجوم السافر على لاعب تسبب في هدف أو آخر أضاع فرصة أو ثالث هبط مستواه.. وكأنه لا يوجد في قواميس كرة القدم إضاعة للفرص أو تسبب في الأهداف أو هبوط في المستوى العام للاعب.

وكل هذه الآراء القاسية والانتقادات اللاذعة يحكمها الميول والعشق المفرط للأندية.. وحتى الهجوم المكثف على المدرب يتم عشوائيا وبدون طرح فني مقنع والنقد يتم لمجرد النقد بسب الخسارة والفشل في التأهل.

.. وفي ظل هذا الوضع على الساحة الرياضية الذي يسبق ويعقب المباريات ونلحظ فيه الهجوم على فلان من جهة والدفاع عنه من جهة أخرى يفقد النقد هيبته وتفقد الآراء قيمتها وفائدتها ونصبح ندور في حلقة مفرغة وفي لعبة شد حبل بين معسكرات تريد الوقوف مع لاعبيها وحمايتهم وبين معسكرات أخرى تريد التأثير على هؤلاء اللاعبين والتقليل من مستواهم وعطائهم والخاسر الأكبر في النهاية منتخب الوطن والذي لن يستطيع المسؤولون ولا المدربون إنجاح مهمته واستعادة توازنه وتطوير مستواه وتأهيله لمستوى يقارع الكبار ويهزمهم ما لم تتوحد الميول وتصدق النوايا وتتكاتف الجهود وتنصب في مصلحة الرياضة السعودية بعيدا عن الأفق الضيق والنظرة المحدودة والتي هي علة مزمنة وداء مستشري في رياضتنا يصعب معالجته والتخلص منه بدون انتشار الوعي الرياضي والنضوج الفكري الكروي بين الجميع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد