Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/09/2009 G Issue 13499
الأحد 23 رمضان 1430   العدد  13499
لنصنع من الفشل نجاحًا
عبدالعزيز الوطبان

 

ما من عمل بشري إلا ويعتريه النقص والقصور، وما من نجاح إلا بعد فشل، والإنسان الناجح هو من يجعل الفشل في حياته محطة ومِشْعلًا يتزود منها ويستنير به طريق النجاح..

فلو رجعنا للتاريخ واستلهمناه، واستقرأنا سير العظماء؛ لأدركنا أهميّة الفشل في الوصول إلى النجاح، فكم من قائد كانت قراراته الخاطئة سببًا لقراراته الصائبة!

فهذا أديسون يفشل خمسة آلاف مرة قبل أن يتوصل إلى أعظم اختراعات العصر (المصباح)، فيقول عن ذلك (أنا لم أفشل خمسة آلاف مرة، بل تعلمت خمسة آلاف طريقة جديدة) إذن هذه الروح التي يجب أن تتملك كلّ فرد منا، وفي شتى المجالات..

نعم، منتخبنا الوطني قد فشل في التأهل للمرة الخامسة في تاريخه، وقد يكون هذا الفشل هدية من رب السماء؛ لنعيد حساباتنا من جديد!

ورغم قسوة الخروج، وعدم التأهل لنهائيات كأس العالم إلا أن ذلك يجب أن يكون دافعًا لنجاحات قادمة، بعد معرفة مكامن الخلل والعمل على معالجتها.

فمنتخبنا لم يقدِّم ما يشفع له بأن يسجل اسمه ضمن المتأهلين لمونديال جنوب إفريقيا، فضلًا على أن يكون قادرًا على تقديم مستويات مشرِّفة هناك!

فالله عز وجل يقول (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم).

فلعل المتابع، وبعد أن تهدأ النفوس وتسكن، يدرك أن في الأمر خيرة..

لذا يجب ألا نكابر، وأن نعترف بالمشكلة، أو جملة المشاكل، وهذا الاعتراف هو أولى خطوات النجاح.

برأيي أن المدرب ليس مسؤولاً مسؤولية تامة، ولا حتى اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، فالكرة السعودية قد بدأت بالتراجع في السنوات الأخيرة بشكل جليًّ، رغم تعدد المدربين وتغير اللاعبين!

فأعتقد أن أولى خطوات الإصلاح تبدأ من العمل الإداري، فنحن بحاجة إلى فكرٍ إداريٍّ محترفٍ وخبيرٍ و(متخصّص).

فالمنتخب ليس مدربًا ولاعبين فحسب، بل المنتخب محصلة للعديد من اللجان المنضوية تحت مظلة الاتحاد، فيجب أن يعاد النظر فيها، بعد أن يتم تقييم عملها؛ لتُتخذ بعد ذلك الخطوات التصحيحية، مع الابتعاد عن المجاملات التي أضرت بالكرة السعودية..

وكلنا ثقة بسمو الرئيس العام، وسمو نائبه بأن يتعاملا مع هذه الخسارة بحكمتهما المعهودة، وخبرتهما العريضة؛ ليصنعا من هذا الإخفاق نجاحًا بإذن الله تعالى..

سامي ليس أسطورةً!

عند العودة إلى معاجم اللغة بحثًا عن معنى كلمة (أسطورة) نجد أنها تعني الخرافة أو الحكاية التي ليس لها أصل، وهذا المعنى منافٍ جدًا لحال (لاعب القرن) في آسيا سامي الجابر، على عكس بعض اللاعبين الذين استغلّ محبوهم تقادم عهدهم من جهة، وقدرتهم على إقصاء مخالفيهم من جهة أخرى؛ بتمرير الكثير من الأكاذيب والأباطيل حول مشاركات وأهداف وهمية لم يرها أو يسمع عنها إلا هم، فاستحق نجومهم أو نجمهم أن يكون (أسطورةً)!

أما إنجازات الرمز سامي فإنه يصعب تكرارها، ولربما تحقيق بعض من إنجازات هذا النجم كفيلة بتنصيب صاحبها (لاعب قرن)، فكيف ومن يجمع تلك الإنجازات؟!

الحديث عن هذا الرمز لا يُملّ، فلو تجردنا من أهوائنا وتحدثنا بموضوعية؛ لأدركنا قيمة الرمز سامي، ولأيقنا ظلم تلك المقارنات، ولأدركنا أن هذا النجم يجب أن يكون خارج كلّ تصنيف!

ما دعاني للكتابة عن هذا الرمز_ رغم قصور هذه الأحرف عن وصف منجزاته_ أمران، أولاهما هو خسارة التأهل، والذي لم نعرفه إلا بمشاركة هذا الظاهرة وهذا الرمز، فتذكرت بعض المقالات التي دأبت ومنذ أن وطأت قدماه الملاعب التأثير عليه والنيل من عزيمته وإحباطه والتشكيك بأحقية انضمامه للمنتخب، ومحاولة ترسيخ مفهوم (مجاملة) سامي على حساب اللاعبين الآخرين، ومع ذلك ظل صامدًا لا يلتفت إلى تلك الحملات، وواصل شق طريقه للعالمية وتحقيق أرقامه القياسية، فاستطاع أن يحقق ما لم يستطع أحد تحقيقه...فلعلهم الآن أدركوا قيمته!

أما الأمر الآخر هو فوزه بالاستفتاء الجماهيري على موقع الفيفا بلقب (لاعب القرن الآسيوي)، ومع ذلك مرّ هذا الأمر بهدوء ودون ضجيج، وهكذا هي عادة العظماء والهلاليون منهم، فهم يعرفون قدر نجمهم، وواثقون بأنه يستحق أكثر من ذلك، فلم يلجُّوا في خصومه، ولم يدخلوا في مراء، تاركين للغة الأرقام (لغتهم المفضلة) حسم كل جدل..

والغريب أن تاريخ خروجنا المُرّ من تصفيات كأس العالم قد صادف رقم قميص هذا الرمز، وكأن التاريخ في تلك الليلة يسأل عن سامي!!

على السريع:

- المنتخب الفرنسي, حقق بطولة أوروبا عام 84م، وغاب عن نهائيات كأس العالم في إيطاليا ثم أمريكا على التوالي، واستضاف بعدها النهائيات عام 98م فحقق اللقب.

- الهدوء في الطرح، وعدم البكاء على اللبن المسكوب، والابتعاد عن المجاملات وعدم النظر من زوايا ضيقة، استراتيجية مهمة للإعلام الرياضي للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة للخروج من هذه الكبوة..

- الفريق الأولومبي الهلالي يحتاج أن يُدعّم بخماسيٍّ مؤثر؛ ليستطيع التأهل عن هذه المجموعة الصعبة، والصعبة جدًا..

- عندما يكون التصويت عبر قنوات رسمية، وبعيدًا عن استنزاف الجيوب بطرق رخيصة، فإن اليد العليا والكلمة الأقوى للجمهور الهلالي..

- لاخوف على نادي التعاون بوجود أعضاء شرف بهذا الحجم وبهذا الحب لهذا الكيان، والذي يبدو أنه قد حنّ وبقوة إلى مكانه المستحق واللائق دوري المحترفين، (فليال العيد تبان من عصاريها).

- الأندية الصغيرة روافد مهمة لرياضة الوطن، لكن في ظل ضعف إمكاناتها، وقلة مواردها، قد تجف منابعها، فهل تسارع الرعاية إلى صرف إعاناتها والتي توقفت منذ عام 1419هـ!

- نادي الفيحاء الذي كان ملء السمع والبصر، أحرص على متابعته والسؤال عنه، لكن أحواله لا تسر، وخاصة أن محبيه يعتبون على أعضاء شرفه قلة دعمهم لمجلس الإدارة!!

قفلة:

قال صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن وُجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا)



a3_alwatban@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد