Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/09/2009 G Issue 13499
الأحد 23 رمضان 1430   العدد  13499
أضواء
عبث إيران المسكوت عنه..!!
جاسر الجاسر

 

ما لم نواجه قضايانا المصيرية بشجاعة وبوضوح ونتحدث بشفافية عن الأسباب التي تعرقل حل الأزمات العربية، فإن هذه الأزمات ستظل عصيةً على الحل إن لم تتفاقم أكثر.

الآن تتفاقم عدة مشاكل وأزمات عربية بسبب الاستغلال غير الأخلاقي من قبل النظام الإيراني... ونقصد بالنظام الإيراني كل تركيبته الميتافيزيقية من المرشد إلى رئيس الدولة إلى أجهزة المخابرات ودوائر تصدير ثورة الخميني إلى الدول العربية.

تمرد في شمال اليمن يقوده الحوثيون وعندما تبحث عن المحرض والممول لهذا التمرد تجد كل الدلائل تشير إلى إيران.

يتواصل الشقاق والخلاف بين الفلسطينيين؛ فتجد لإيران دور في إبقاء هذا الخلاف..!!

تذهب إلى العراق؛ فتجد أن أجهزة المخابرات الإيرانية ورجال الآيات متغلغلين في أجهزة الدولة؛ حتى أصبح من المتعذر معرفة مَن يدين للعراق الأرض والوطن ومَن الذي يعمل لمصلحة مد نفوذ خلفاء الخميني.

تتوجه إلى لبنان؛ فتجد استمرار الأزمة السياسية والفراغ السياسي وتعثر تشكيل الحكومة بسبب النفوذ الإيراني، ومع هذا نجد مَن يخرج علينا متهماً التدخل الإقليمي دون أن يحدد ذلك الطرف المعرقل.

اليمن، العراق، فلسطين، لبنان، وغداً لا نعرف مَن هو القطر العربي الذي سيُبتلى بدس الأنف الإيراني في شؤونه الداخلية؛ فهذا الأنف أصبح قادراً على رش رذاذ الخلافات والمشاكل في الأقطار العربية مجنداً عدداً من أنصاره، سواء من المنخدعين بالادعاءات الإيرانية لخدمة المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وهي خدمة لم يجنِ منها الفلسطينيون ولا اللبنانيون إلا المشاكل والإشكاليات التي أحدثها التدخل الإيراني الذي يوسع من دائرة التأثير الإقليمي، كما ساعدت الأحزاب المشكلة من أشخاص ذوي أصول فارسية أو درسوا في حوزاتها الطائفية أو ممن قضوا سنوات الإبعاد السياسي في إيران؛ ليعودوا تحت رداء المحتل كما حصل في العراق وليكونوا مخالب التدخل الإيراني وعناصره في شؤونه الداخلية، ومع هذا لا يذكر أحد هذا التدخل أو يشير إليه متخفين تحت مصطلح الدول المجاورة للعراق، دون أن يجرؤ أحد، سواء من الوزراء أو الصحافيين، على تشخيص مَن يعبث بأمن العراق على الرغم من الكثير من الدلائل والأحداث، وهذا مما شجع إيران على التوسع والقيام بالمزيد من العبث في أمن الدول العربية؛ مما خلق خطراً حقيقياً للأمن العربي القومي دون أن نجد، ولو حتى إشارة أو اعتراض من الدول العربية الأخرى، حتى على تواطؤ بعض العرب في تسهيل عبث إيران.. وهو ما يجب الحديث عنه تفصيلاً في وقت ما.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد