بروكسل - وكالات

تلقت الجالية الإسلامية في بلجيكا باستياء القرار المفاجئ الذي اتخذته السلطات البلجيكية في مقاطعة الفلاندر بفرض حظر شامل على ارتداء الزى الإسلامي على جميع الطالبات المسلمات في المدينة وفي كافة المدارس التي يبلغ عددها سبع مائة مدرسة. وكان مسؤولون أعلنوا الجمعة أن القرار سيتم تنفيذه بشكل فوري ولكنه سيسمح بفترة انتقالية لمدة عام لتلك المدارس التي لم تفرض حظراً خاصاً بها، وتزامن قرار السلطات البلجيكية الذي أحيط بدعاية إعلامية واسعة مع إحياء الذكرى الثامنة لهجات 11 سبتمبر الإرهابية وفي محاولة واضحة للربط بين الحضور الإسلامي في أوروبا وبين المزاعم التي تروج لها الأوساط العنصرية المعادية لهذا الحضور. وتدور العديد من التساؤلات حول الدوافع الفعلية الكامنة وراء تفجير السلطات الفلمنكية لإشكالية التعامل مع الزي الإسلامي والتوقيت الذي اختارته في وقت تواجه فيه نفس المقاطعة متاعب اقتصادية غير مسبوقة. وأعلنت الفعاليات العربية الإسلامية في بلجيكا عن القلق أمام سعي بعض الأطراف السياسية والإعلامية ممارسة ضغوط متصاعدة على الجالية الإسلامية في هذه المرحلة باعتبارها الشريحة الأضعف في المجتمع والعودة إلى التلويح بإشكالية الزي الإسلامي في المدارس وبعد انقضاء فترة طويلة على العودة الدراسية والتسبب في متاعب نفسية وعملية كبيرة للطالبات المسلمات تحديداً على طريق التحصيل العلمي والتعامل الطبيعي مع المؤسسات التعليمية. وأعلن أحد مسؤولي الجالية الإسلامية إبراهيم الطويل في مدينة انتويرين أن الجالية الإسلامية في المدينة ستتجه تدريجياً إلى استخلاص الدروس من الحصار الذي باتت تتعرض له بشكل منهجي ومنظم وتحت تبرير الدفاع عن قيم المجتمع البلجيكي وفي سعي واضح للتمييز بين مكونات هذا المجتمع والذي تنتمي إليه الجالية الإسلامية مثلها مثل بقية الطوائف والجاليات. وبين إبراهيم الطويل أن رد الجالية الإسلامية سيكون مشابهاً لرد الطوائف الدينية الأخرى في العمل على بناء مؤسسات تعليمية ومدارس خاصة بها. وأوضح أن هذا الحل يمثل الخيار الوحيد الذي يتركه المتطرفون من المشرفين على المؤسسات التعليمية أمام أبناء الجالية الإسلامية.

من جهته أعلن كريم حسون رئيس الرابطة العربية الأوروبية أن مسألة إرساء مدارس إسلامية في مقاطعة الفلاندر باتت مسألة وقت ليس إلا وأنه لا يوجد خيار آخر للجالية الإسلامية سوى خيار الاعتماد على نفسها.